للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومفرداته سهلة لينة مستساغة.

ولولا أن الله أنقذ بعض هذه البلاد بقيام حركات تحويرية ذات طابع إسلامي موصول بالقرآن الكريم، لاستمرت في الخط الموغل في البعد عن الدائرتين الإسلامية والعربية، حتى تكون في يوم من الأيام جزءاً لا يتجزأ من جسم الشعب الغازي، المستعمر بأسلحته ولغته ودينه، ومن أمثلة ذلك ما حاولته فرنسا في الجزائر....

ويمكن تلخيص خطة صهر الشعوب المغلوبة بالشعوب الغالبة بما يلي:

١- جعل التعليم بلغة الشعب الغالب المستعمر إجبارياً في مختلف مراحل التعليم، ولجميع الموالد التعليمية.

٢- إهمال اللغة العربية التي هي اللغة الأساسية للبلاد إهمالاً كلياً أو شبيهاً به، أو جعلها في المراحل الأولى للخطة لغة ثانية لا لغة أولى، ثم التخفيف من شأنها شيئاً فشيئاً، حتى تصل إلى مرحلة الإهمال الكلي.

٣- التنفير من اللغة العربية، بإثارة عبارات الاستهزاء منها، ومن قواعدها، والاستهانة بها، مع الترغيب بلغة المستعمرين، عن طريق تزيينها في النفوس، وتوجيه الدعايات المختلفة لعلومها وفنونها وآدابها، وربط المنافع الاقتصادية والعلمية والسياسية والصلات العالمية بها.

٤- جعل لغة المستعمرين هي اللغة الرسمية لدوائر الدولة المغلوبة ولدواوينها، وكذلك يفعل اليهود في إسرائيل.

٥- حصر الوظائف والأعمال بالذين يتقنون لغة المستعمرين، وتتبع دولة إسرائيل هذه الخطة مع الشعب العربي في فلسطين.

إلى غير ذلك من وسائل أخرى تستخدمها الدوائر الاستعمارية، لصهر ما يريدون صهره من الشعوب بهم صهراً كليَّاً، حتى يفقدوا بذلك كل كيانهم الأصلي الشامل لكيانهم الديني واللغوي والتاريخي.

ويتفق مع الدوائر الاستعمارية في محاربة العربية الفصحى جناحا التبشير والاستشراق، وتؤازر الأجنحة الثلاثة الدوائر الصهيونية والدوائر الماركسية،

<<  <   >  >>