والقرآن ليس بدعاً بين الكتب المنزلة , فما احتواه من هداية وحق وحكمة قد أنزله الله موزعاً في كتب الرسل الأولين , وهذا ما دلّ عليه قول الله تعالى:
{وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ}
ب - ومنها قول الله تعالى في سورة (يوسف / ١٢ مصحف / ٥٣ نزول) :
{إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}
وقوله تعالى في سورة (الزخرف / ٤٣ مصحف / ٦٣ نزول) :
{
إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ *} .
ونستطيع أن نفهم من قول الله تعالى في هذين النصين: "قرآناً عربياً لعلكم تعقلون" أن في اختيار إنزاله قرآناً عربياً حكمة عبّر عنها بقوله: "لعلكم تعقلون" أي رجاء أن تعقلوا ما فيه من معانٍ , لأن اللغة العربية لغة فيها من القواعد الرصينة والأساليب البلاغية ما يضبط الدلالة على المعاني الكثيرة المرادة , ولا يسمح لها أن تكون مائجة مائعة رجراجة , أو رجاء أن تعقلوا هذا التشريف الربّاني للغتكم , فتحافظوا على هذا الكتاب , وتحافظوا على هذه اللغة التي اختارها الله من بين لغات الأرض لغة خاتم كتبه للناس بها , مع أن من آياته جلّ وعلا اختلاف ألسنة الناس وألوانهم.
جـ - ومنها قول الله تعالى في سورة (الأحقاف / ٤٦ مصحف / ٦٦ نزول) :
{وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} .
وقوله تعالى في سورة (فصلت / ٤١ مصحف / ٦١ نزول) :
{حم * تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ *} .
وقوله تعالى في سورة (طه / ٢٠ مصحف / ٤٥ نزول) :