للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التوجيهية، فكان مما احتله هؤلاء الغزاة المجالات التالية:

أولاً: مجالات التعليم والتربية، ومجالات الثقافة على اختلف أنواعها وأشكالها، وقد أخذ الغزاة في هذه المجالات زمام المبادرة إلى تعليم المرأة وتربيتها، طبق الأسس التي وضعوها في خطة غزوهم لبلاد المسلمين، ثم تخرجت الفتيات المسلمات على أيديهم وهن مثقلات بالمفاهيم المنحرفة التي أملوها عليهن، ومنطبعات بالعادات التي ربوهن عليها، منذ مرحلة المدرسة الابتدائية حتى نهاية المرحلة الجامعية التي حملن بها شهادات العلم والتعليم والتربية للأجيال القادمة.

ثانياً: مجالات الفنون المختلفة، وأهمها الفنون الجميلة وما يتصل بها وبزينة المرأة وفتنتها وإغرائها للرجل، وجند الأعداء الغزاة في هذه المجالات الوسائل التالية: السينما، والمسارح، وكتب القصة والتاريخ وعلم النفس والاجتماع وغيرها من العلوم، والمجلات، والصحف، والإذاعة، والتلفزيون، وسائر وسائل الإعلام.

وقبضوا على نواصي هذه الوسائل قبضاً محكماً، وأما المسلمون المستمسكون بإسلامهم فلم يظفروا من هذه الوسائل إلا بالمشاركة اليسيرة، أو ببعض المقاومة للتيار الجارف.

ثالثاً: مجالات الصناعة والتجارة، وقد استخدم الغزاة في هذه المجالات وسائل كثيرة، منها توجيه الجهود لتصميم الأزياء الكفيلة بإغراء المرأة وفتنتها، والتفنن في ابتكارات مواد زينة النساء، واستدراجها إلى مواقع التحلل من ضوابط السلوك الإسلامي، والأخلاق الفاضلة الكريمة.

ولا يخفى علينا أن الغزاة قد استطاعوا أن يستثمروا أرباحاً ضخمة جداً، من أموال الشعوب الإسلامية، في كل هذه المجالات التي غزوها، إضافة إلى تحقيق أهدافهم المعنوية الرامية إلى هدم أبنية الفضائل الخلقي والسلوكية داخل المجتمعات الإسلامية.

<<  <   >  >>