للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والخلقية والسلوكية المنافية لتعاليم الإسلام، وكان كل ذلك تحت ستار العلمانية التي تزعم أنها لا تتدخل بالدين، وهي في حقيقة حالها مؤسسات تبشيرية متعصبة، إلا أنها قد عرفت كيف تستر ذلك باسم العلمانية.

ودفعت كبريات الأسر الإسلامية فتياتها إلى ميادين العلم والثقافة، التي تديرها سراً أو علناً إرساليات تبشيرية معادية للإسلام.

وتهاون المسلمون بإنشاء مدارس الإناث المسايرة للأساليب التعليمية والتربوية الحديثة، مع المحافظة على العقائد والأخلاق والآداب وسائر التعاليم الإسلامية.

وخلال عشرٍ من السنين أو تزيد، استطاعت مؤسسات التعليم والتربية، الموجهة ضمن خطط أعداء الإسلام، أن تقنع الفتيات المسلمات اللواتي تعملن فيها، بأن التقاليد والعادات والأخلاق المنافية لتعاليم الإسلام والمستوردة من بلاد الغزاة أمورٌ حسنة، ينبغي الأخذ بها. وهان على المرأة المسلمة أن تعرض مفاتنها للرجال الأجانب، وأن تمشي في الطرقات العامة كأنها في غرفة عرسها. وأن تنظر إلى جميع الأخلاق والآداب والتعاليم الإسلامية نظرة مجافاة في التطبيق، أو ازدراء في النفس، ثم تطور الأمر حتى بدأت تنظر إلى أسس العقيدة الإسلامية مثل هذه النظرة، ثم فقدت في حياتها الخاصة والعامة بواعث عفتها، وتمسكها بفروض الإسلام، وأخذت تتبرج تبرج الجاهلية الحديثة، وهي في مضامينها وكثير في مظاهرها أخطر من الجاهلية الأولى.

ونظر شبان المسلمين إلى سيل الفتنة المتدفق في الشوارع والأندية والمحافل العامة، فأقبل نحوه بدافع الغريزة، وزهد بطلب الحلال، وعزف عن الزواج المبكر كما أن كثيراً من المتزوجين زهدوا بالحلال الذي يسره الله لهم، لأنهم يشاهدونه في زينته مرة، وفي مهنته وخدمته مرات، أما هذه الفتنة المعروضة على كل نظر فإنهم لا يشاهدونها إلا وهي مجلوة في أكمل زينتها، ولو أنهم رأوها في ساعات خدمتها ومهنتها لربما فضلوا ما عندهم من حلال عليها ألف مرة.

على أنه ما من حسن إلا وفوقه أحسن منه، وشره النفس، ورغبتها

<<  <   >  >>