وعن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي قال:"لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم".
وفي ميادين اللهو واللعب تعرض المسلمون لغزوٍ كبير من قبل أعدائهم، إذ أرسلوا إليهم سيولاً متتابعة من دور اللهو، وأندية القمار، ومسارح الرقص والمجون، وأفلام اللهو والفحش والخلاعة، ووسائل التسلية، وأدوات اللعب القاتل للوقت، ومجلات الصورة الفاجرة والدعوة الجنسية الوقحة، والنكتة القذرة أو المستهزئة بالدين والفضيلة، وكتب القصة التافهة أو الماجنة، وتفاهات الموسيقى النابية والغناء الشاذ اللذين يخاطبان الغرائز ويثيران الشهوات الجانحة.
وقد ألبسوا كل ذلك أثواب العلم والفن زوراً وبهتاناً، وعمدوا إلى أن يمتصوا به أفكار المسلمين وعواطفهم وأخلاقهم وكل عاداتهم الكريمة، ليضعوا محلها ما شحنت به هذه الواردات المتدفقة من أرجاس فكرية وخلقية واجتماعية، وأرادوا أن يسرقوا بها أوقات المسلمين التي هي أعمارهم، ورؤوس أموالهم في هذه الحياة.
والقابضون على نواصي هذه الوسائل في العالم، المفسدون في الأرض، وفي مقدمتهم شياطين اليهود، الذين يقومون بتحويل جميع مجاري الأموال التي تبتزها هذه الوسائل من المغفلين والمخمورين لتصب آخر الأمر في الأحواض الكبيرة التي يمتلكها اليهود، ولا بأس عندهم أن ترشح قليلاً للذين يجمعونها إليهم، أو أن تمكث قليلاً في غير أحواضهم، فإنهم يعرفون كيف يفتحون سدودها بالحيلة والمكر، ويعرفون كيف يثقبون كل حوض يجمع ضدهم، وكيف يجعلون هذه الثقوب تصب في المسارب والمجاري التي تنتهي إلى أحواضهم وشياطين اليهود لا يواجهون الأمر بأنفسهم إلا نادراً ما دام لهم وكلاء يقومون عنهم بما يريدون مقابل أجر يعرف اليهود كيف يستردونه مضاعفاً.