المهمة الأولى: هدم الإسلام في عقائده وعباداته ونظمه وأخلاقه ولكن هذه المهمة التي يحملونها في محافظ أيديهم وحفائظ نفوسهم وقلوبهم وأفكارهم يضفون عليها أول الأمر أقنعة مبهرجة براقة تخدع الناظرين وتستميل قلوبهم ونفوسهم وأفكارها لتوقعهم في الشرك حتى إذا ظفروا بصيدهم شدوا عليهم وثاق الأسر المعنوي الشامل للأسر الفكري والقلبي والنفسي.
وأثر الأسر الفكري يكون بربط أفكار أبناء المسلمين وبناتهم بمجموعة المعارف المزيفة، التي يُلبسونها أثواب الحقائق المسلمة، ضمن حشد من المعارف المادية الحقة، المسلمة منطقياً، والمؤيدة بالشواهد الواقعية. والواقع تحت الأسر الفكري يجد نفسه مشدوداً فكرياً بأسباب خفية إلى مواقع الغزاة.
وأثر الأسْرِ القلبي يكون بتوليد عواطف الميل أو الرضى أو الحب لما يأتي به هؤلاء الغزاة، من كل أمرٍ مضاد لرسالة الإسلام وتاريخ المسلمين.
وأثر الأسْرِ النفسي يكون بربط الأهواء والشهوات والغرائز النفسية بأسباب الفتنة المادية التي ينشرها الغزاة بينهم.
المهمة الثانية: تجزئة المسلمين أينما كانوا من الأرض، حتى يمسوا أشتاتاً متباعدة متنافرة متقاطعة مبددة، ولا تجمعهم جامعة ولا تؤلف بين قلوبهم مودة ولا تعقد بين جماعاتهم أواصر دينية أو تاريخية أو مصلحية.
المهمة الثالثة: تشويه صورة الأمة الإسلامية الحالية والتاريخية الغابرة، بكل وسيلة من وسائل الكذب والافتراء، والتزوير للحقائق، وذلك بغية حقن هذا الجيل من أحفاد المسلمين بالشعور بالنقص والتخلف، كما يكون أطوع للسوق في أيدي الغزاة إلى ركب أعداء الإسلام، الذين يتابعون كل أثر إسلامي بالهدم والتدمير ومحاولات الإبادة، وبغية حقن الشعوب الأخرى بالكراهية للمسلمين، والنفور منهم، ولا سيما الشعوب التي كانت تجد فيهم صورة رائعة من صور العدل، وصورة عظيمة من صور القوة الكبرى، والمعرفة