المسلمين الهاجرين لإسلامهم، المخالفين له في أعمالهم، حجّةً عليه، مع أن الإسلام بنصوصه الثابتة الواضحة الصريحة هو الحجة عليهم وعلى الناس جميعاً.
وقد استطاع الأعداء أن يخدعوا بهذه الفرية بعض أبناء المسلمين، ويستدرجوهم إلى مناهجهم وخططهم وتطبيق نظمهم.
إن كل نظام في العالم تحمله أمة من الأمم دون أن تطبقه في حياتها إنْ هو إلا حبر على ورق، أو نصوص تقال بالأفواه، وهيهات أن تظهر للمكتوبات أو الأقوال آثار ما لم تترجم في حياة الناس إلى أعمال.
وقد سجل التاريخ أن كثيراً من عوامل التخلف قد ساهم في نشرها بين المسلمين أعداء الإسلام نفسهم، وذلك بعد أن سبق المسلمون سائر الأمم في ميادين الصناعات والعلوم، لما عملوا بما دفعهم إليه دينهم من العمل والسبق في كل شيء، والتطلع إلى ذروات المجد المتجددة، التي لا يفتأ يتجدد فيها جديد، فكلما احتل الصاعد إليها ذروة وجد من بعدها ذروة أخرى.
وكانت السياسات الاستعمارية تتآمر على بلاد المسلمين تآمراً كبيراً، لمنع المسلمين عن التطور والتقدم في ميادين الصناعة، خشية أن ينشئوا في بلادهم المصانع الكبرى التي تساهم في تحريرهممن سلطان الاستعمار الاقتصادي، ولكي يبقوا ضمن نطاق الشعوب المستوردة، التي تقدم للمستعمرين المواد الأولى من أرضها أو كدّها، بالأثمان البخسة التي تحددها المؤسسات الاستعمارية، ثم تستوردها بعد أن يتم تصنيعها في بلاد المستعمرين بالأثمان العالية، التي تحددها هذه المؤسسات المحتكرة، ذات السلطان النافذ في البلاد بقوة الاحتلال العسكري.
وحينما تلقص ظل الاستعمار المباشر عن بعض البلاد الإسلامية، بدأت شعوب هذه البلا تتجه نحو شيء من التحرر الاقتصادي، وأخذت تتدرج نحو التصنيع، وترفع عنها ذل الاستعمار الصناعي.
ولكنها ارتكبت خطيئة السير في ركب النظم الاقتصادية الرأسمالية، ولم