الأخرى التي يدعون إليها بحماسة، ويحاولون تطبيقها على الناس بوسائل العنف والقوة، فيعتذرون عن تبنيها والدعوة إليها، بأنه لا توجد دولة ذات قوة فعالة تطبقها، وتحميها بصدق وأمانة حتى يسيروا في ركابها.
والاعتذار بهذا العذر خدعة شيطانية لتثبيط طاقات المتطلعين إلى حياة أفضل، عن التجمع لعمل ما يجب عمله من أجل نقل نظم الإسلام من حيز الفكرة والعقيدة إلى حيز التطبيق والعمل، وعوامله الأساسية لدى التحقيق تعود جذورها إلى ضعف أو انعدام الإيمان بالله واليوم الآخر وعدم الشعور بالمسؤولية نحو الخالق.
وقد قلت لبعض هؤلاء: إنك سرت في ركاب دعوة لم يكن لها وجود إطلاقاً في بلاد المسلمين، ثم استطعتم بالتجمع والتآزر والسعي والعمل أن تفرضوها بالقوة على الأمة التي لا تدين بها، فلماذا لا يتجمع الطلائع المثقفون - إذا كانوا مخلصين حقيقة لأمتهم وبلادهم - ويتبنون النظم الإسلامية، التي تعترف معي بأنها أتم وأكمل من أي نظم أخرى، ثم يسعون لتطبيقها على شعب يؤيد تطبيقها كل التأييد، ولا يجرؤ على معارضتها منافق؟؟..
قلت له هذا الكلام، وفي نفسي من الحسرة على هذه الأمة الضائعة عن طريق رشادها لوعات.
ولكنه مع الأسف الشديد ظل كغيره منجرفاً مع التيار الظالم، منخدعاً بفتنة الظفر المؤقت الذي أصابه دعاة هذه النظم المعادية للإسلام، وهم لا يدرون إلى أي مصير سحيق ينحدرون ومعهم القطعان البشرية السائمة.
ولو أ، دولة مسلمة صدقت في تطبيق النظم الإسلامية على وجهها الصحيح، لقدمت للعالم أفضل صورة لمجتمع مثالي سعيد آمن مطمئن متكافل متعاون متواد متراحم، كأنه الجسد الواحد.
ولكن متى سادت النظم الإسلامية في مجتمع ما، وفي وقت ما، فإن استمرار سيادتها ودوام نفعها مرهونان برقابة ساهرة، تتابع تطبيقها بدقة، وحماية دائمة لها بالتنظيمات والترتيبات الإدارية، وصيانة مستمرة لها بمختلف وسائل