للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه الوسيلة هي من وسائل الشيطان التي حذرنا الله منها، في أربعة مواضع من القرآن الكريم.

الموضع الأول: في سورة (الأنعام/٦ مصحف/٥٥ نزول) المكية، وفي سياق التحذير من تحريم ما أحل الله من بهيمة ألأنعام، فقال الله تعالى فيها خطاباً للناس عامة:

{كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}

وفي هذا دلالة على أن للشيطان خطوات يبدأ فيها بتزيين تحريم بعض ما أحلَّ الله، ثم ينتقل إلى تزيين تحريم أمر آخر، ثم إلى تزيين إباحة ما حرم الله، وتستمرّ الخطوات تتتابع حتى يكون الشيطان هو معبود الناس، ويتخذه الناس شريكاً لله.

الموضع الثاني: في سورة (البقرة/٢ مصحف/٨٧ نزول) أول سورة مدنية، وقد أتبع الله النهي عن اتباع خطوات الشيطان ببيان أن الشيطان يأمر بالسوء والفحشاء والافتراء على الله، فيبدأ بالمعاصي الصغرى على اختلاف دركاتها، وعنوانها (السوء) ، ثم ينتقل إلى المعاصي الكبرى على اختلاف دركاتها، وعنوانها (الفحشاء) ، ثم ينتقل إلى أكبر الكبائر ومشاركة الله في إلهيته، وعنوان ذلك (الافتراء على الله) .

فقال الله عز وجل فيها خطاباً للناس أجمعين:

{ياأَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَآءِ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}

الموضع الثالث: في سورة (البقرة) أيضاً، وفي سياق التعريف بقسم من الناس يعجب السامع قوله في الحياة الدنيا، ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام.

ولعل هذا السياق يشعر بالتحذير من ذوي الأقوال المزخرفة المعجبة، التي تستدرج إلى مواقع الضلال الفكري أو الانحراف السلوكي.

<<  <   >  >>