للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تشغل أوقاتهم، وتستغل طاقاتهم، وتكون رياضة لأجسامهم.

وهذا حل من الحلول التي يضعها الإسلام بين يدي القيادة الإسلامية، لها أن تختاره إذا وجدت فيه مصلحة للمسلمين وللأسرى ولأهداف الدعوة الإسلامية.

أما تعريضهم للإهانة والتعذيب، وتقتير النفقة، وتكليفهم الأعمال الشاقة - وهو ما تمارسه دول كثيرة متحضرة - فهذا أمر لا يسمح به الإسلام.

الطريقة الثانية: أن لا يحتجزوا داخل سجون جماعية، بل يوزوعون على الأسر الإسلامية، ويكونون جزءاً من كيانها، يأكلون مما تأكل، ويشربون مما تشرب، ويلبسون مما تلبس، ويزوج رجالهم من نسائهم، وقد تكرم الأسيرة فتكون كإحدى زوجات مولاها، رعاية لحاجتها الطبيعية إلى زوج، وسبيلاً إلى تحريرها إذا حملت منه، وتكلف كل أسرة النفقة على من لديها من الأسرى، ومراقبته حذر خيانته وتآمره، ولها في مقابل ذلك أن تكلفه من الأعمال ما يحسن ويطيق من غير إعنات ولا إثقال.

وبهذه الطريقة يتسنى لهؤلاء الأسرى من غير المسلمين أن يطلعوا على نظام الإسلام، والأخلاق الإسلامية، وعقيدة المسلمين وعبادتهم وحسن معاملتهم.

وتمنح للأسرى حرية الدين والعبادة والتعلم، وقد تمنح لهم حرية العمل والتملك إذا أذن لهم أولياؤهم بذلك، أو كاتبوهم لتحرير أنفسهم بما يكسبون من مال.

وقد وضع الإسلام هذا الحل بين يدي القيادة الإسلامية، فلها أن تختاره إذا وجدت فيه مصلحة وخيراً للإسلام والمسلمين، ومصلحة للأسرى نفسهم.

وقد ألح الإسلام مع ذلك على تحرير الأسرى، وأوجب في كثير من الحالات تحرير من آمن منهم وصلح واستقام.

ويظهر أن الإسلام في هذا قد اختار أن يضع الأسرى موضع تكريم في

<<  <   >  >>