للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نتائجها مخططاتهم الهادفة للغارة على العالم الإسلامي بحروب من نوع آخر، منها مخططات التبشير بالنصرانية بين الشعوب الإسلامية، أو تحويل المسلمين عن دينهم ولو إلى الإلحاد والكفر بكل دين.

وأفضل ما يرجع إليه لدى دراسة تاريخ التبشير ما كتبه مؤرخوهم.

جاء في كتاب (ملخص تاريخ التبشير) لمؤلفه "إدوين بلس" البروتستانتي: إن "ريمون لول" الإسباني هو أول من تولى التبشير بعد أن فشلت الحروب الصليبية في مهمتها، فتعلم (لول) اللغة العربية بكل مشقة، وجال في بلاد الإسلام، وناقش علماء المسلمين في بلاد كثيرة.

ثم تحدث مؤلفه عن إرساليات التبشير في القرون الوسطى إلى الهند وجزائر السند وجاوة، وعن اختلاط المبشرين بالمسلمين منذ ذلك الحين، وعن اهتمام هولندة بالتبشير في جاوة في أوائل القرن الثامن عشر، وعن محاولات المبشرين إخراج المسلمين عن دينهم، وأشار إلى "بترِ هيلِنبغ" الذي أبدى نشاطاً تبشيرياً قوياً بين مسلمي سواحل إفريقية.

وفي سنة (١٦٦٤م) حضَّ البارون "دويتز" على تأسيس مدرسة كلية تكون قاعدة لتخريج المبشرين بعد تعليمهم أصول التبشير ووسائله، وارتأى أحد الأحبار أن يعهد إلى الأروام بمسؤولية تبشير الأتراك المسلمين، إلا أن البارون قد فشل في مشروعه يومئذ.

ثم تحدث عن تاريخ تنظيم الإرساليات البروتستانتية من دانمركية وانكليزية وألمانية وهولندية، وأخبار اتصال بعضها ببعض، وأسماء الملوك والأمراء الذين كانوا عضداً لها، ومؤيدين لأعمالها في القرن السابع عشر وما بعده في أقطار العالم.

أما أعمال إرساليات التبشير في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فقد ذكر مؤلف الكتاب: أن المستر (كاري) هو الذي فاق أسلافه في مهنة التبشير، فدرس لغات اللاتين، واليونان والفرنسيين والهولنديين والعبرانيين كما تعلم كثيراً من العلوم. وأخذ ينشر الكتب في التحريض على التبشير. وقد

<<  <   >  >>