للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثها: غاية قصوى يرجوها عند الله، ألا وهي نيل رضوانه، وبلوغ جنته، والظفر بما أعد الله من أجر عظيم للمجاهدين المقاتلين في سبيله وأما الظفر في الدنيا فهو أمرٌ إن قضاه الله فتلك حُسنى عاجلة أكرم الله بها المؤمنين المجاهدين في سبيله، وإن لم يقضه الله فقد حقق المؤمنون غايتهم القصوى، وهي نيل رضوان الله وجنته، والأجر العظيم الذي أعده، ولذلك خاطب الله المؤمنين بقوله تعالى في سورة (النساء/٤ مصحف/٩٢ نزول) :

{وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} .

وهكذا تنحصر دوافع الجهاد المقدس: بالباعث الأسمى وهو الإيمان بالله والتصديق برسله، وبالمطلب العاجل وهو العمل على نشر دين الله وإعلاء كلمته، وبالغاية القصوى وهي ابتغاء رضوان الله ونيل ثوابه الذي أعده للمحسنين، وهذه الدوافع هي على النقيض من دوافع العدوان الذي يقوم به أعداء دين الله.

هـ- الشروط التي يجب توافرها أثناء القتال في جهاد مقدس:

حينما تلجئ الضرورة حملة رسالة الجهاد المقدّس أن يقفوا موقف القتال في مواجهة من ناصبوهم العداوة، وكادوهم وكادوا دينهم، فإن للقتال شروطاً تلزمهم بها رسالة الجهاد نفسُها.

فبعد تحديد الغاية من القتال، وإعداد العدّة له، والتصميم على مباشرته - ابتغاء نشر الدين، ودفعاً لعدوان المعتدين - يجب على المقاتلين في سبيل الله أن يتقيدوا بالمنهج التطبيقي الذي شرعه الله في القتال، وأن يلتزموا جميع الشروط التي أمر الله بها فيه، وأن ينتهوا عما نهى الله عنه.

ونستطيع أن نجمل الشروط التي يجب توافرها اقتباساً من الآيات القرآنية في القتال، وذلك فيما يلي:

الشرط الأول: وحدة الغاية، وذلك بأن تكون غاية المقاتلين واحدة، وهي ابتغاء مرضاة الله، بالعمل لنشر دينه وإعلاء كلمته، والحكم بما أنزل

<<  <   >  >>