للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمرت فوقه حملا - كأنها شدت عليه بالمِرار وهو الحبل. وقال الكميت:

أبونا الذي سن المئون لقومِه ... ديات وعداها سلوفاً منيبهاً

عدّاها أمضاها سنة، سلوفا متقدما، منيبها مطيعها، وقيل السابق.

وسلمها واستوسق الناس للتي ... تعلل فيما سن فيهم جَدوبها

يقول من عابها تعلل لأنه لا يجد عيبا. وقال زيد الخيل يذكر إياس بن قبيصة الطائي:

أفي كل عام سيد يفقدونه ... تحكِّك من وجدٍ عليه الكلا كلُ

ثم يكون العقل منكم صحيفةً ... كما علقت على السليمِ الجلاجلُ

كان كسرى أرسل إلى مال إياس ليأخذه فنفرت عن ذلك طيء وقد أراد أن يبطش بأناس منهم فلما رأى ذلك كسرى كتب لهم كتابا. فيه أمان فقال زيد شعرا هذين البيتين فيه يحض قومهم وينهاهم أن يقبلوا كتابه أو يطمئنوا إلى قوله. وقوله: كما علقت على السليم الجلاجل - كان اللديغ تعلق عليه الجلاجل والحلى ثم تحرك لئلا ينام فيدب السم في جسده. يقول: فهذا الكتاب الذي كتبه لكم كسرى كذلك يخدعكم به ويعللكم. وقال النابغة يصف حية:

يسهّد من نومِ العشاءِ سليمها ... بحلى النساءِ في يديه قعاقعُ

وقال عمرو بن معدي كرب:

لصاحت تنادي الهام منهم بأرضنا ... صياحَ الندامى حول بيتِ تجارِ

<<  <  ج: ص:  >  >>