للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول قُتلوا فصاحت هامهم وكانت الأعراب تزعم أن الهامة تصيح إذا قتل الرجل بإني عطشى حتى يقتل بثاره فتسكهن، ويقال بل يخرج من رأسه طائر يقال له الهامة، والتجار هاهنا باعة الخمر وقالت ليلى الأخيلية:

إلى الخيل أجلي شأوها عن عقيرةٍ ... لعاقرِها فيها عقيرةُ عاقرِ

تريد فيها وفاء لعاقرها في القصاص.

فإن لا يباوئه السليل يكنْ لكم ... من الدهرِ يومِ ورده غير صادرِ

يباوئه من البواء وهو القصاص، والسليل رجل من عقيل، تقول إن لم يقاص به أقام لكم يوم من الشر مَن وردَه لم يصدر، تريد أنه يقتل.

وإن تكنْ القتلى بواء فإنكم ... فتى ماقتلتم آل عوفٍ بن عامر

فتى ما قتلتم على جهة التعجب أيْ: أيّ فتى ما هو من فتى، والبواء التساوي في القصاص. وقال أنس بن مدرك وقتل سُليكا:

إني وقتلى سليكاً ثم أعقُله ... كالثورِ يُضرب لما عافت البقرُ

كان سليك وطىء امرأة من خثعم وأهلها خلوف فقتله انس فطولب بعقله فامتنع. وقال: إن قتلى سليكا كان باستحقاق فمطالبتكم إياي بعقله ظلم كما ظُلِم الثور لما ضُرب إذ عافت البقر، وقد فُسر هذا وما أشبهه. وقال زهير يصف قوما:

<<  <  ج: ص:  >  >>