فلما نجا من ذلك الكربِ لم يزلْ ... يشرّبها ماءَ اللحاءِ لتذبلا
كان صاحب القوس إذا قطع العود ترك عليه لحاءه يمظعه ماءه أي يشربه كيلا يتصدع فإذا يبس قُوِّم حينئذ، وكذلك كانوا يفعلون بالقداح أيضا. وقال كعب بن زهير وذكر نصالا:
صدرن رواء عن أسنةٍ صلّبِ ... يقئنَ ويقطرنَ السمامَ سلاجم
وصفرا شكّتها الأسرة عودهاَ ... على الطلِ والأنداءِ أحمرُ كاتمُ
صدرن رواء أي قد بولغ في تحديدهن، والأسنة جمع سنان، وهو المسن الذي يسن عليه، والصُلّب حجارة تعمل منها المسان، والأسرة طرائق تكون في القوس، شكتها دخلت فيها، أحمر من القدم، كاتم لا صدع فيه. وقال طفيل:
كأن عراقيبَ القطا أطَرٌ لها ... حديثٌ نواحيها بوقعِ وصلّبِ
الأطر جمع أطرة وهي العقبة المشدودة على مجمع الفوق لئلا يفتق،