ولقد شهدْتَ الحي بعد رقادِهم ... تفلى جماجمهُم بكل مقلّلِ
بعد رقادهم يعني أنهم بُيِّتوا بياتا، تفلى تعلى بالسيوف، مقلل سيف عليه قلّة والقلة القبيعة وقلة كل شيء أعلاه، ويروي: بكل منحّل، أي سيف قد نحل لقدمه، ويروي: منخل، أي منتفي وقال الكميت لقوم انتقلوا عن قبيلهم:
أحلامهم أم أحدث الدهر نوبةً ... لمرهفةٍ إن لا تُجّدوا صقالها
يقول من أحلامهم أن تصيروا إلى اليمن وتدعونا ونحن السيوف، يقول أحدث الدهر نوبة للسيوف أن لا تصقل وتصلح.
تواكلها الأبطال حتى كأنما ... يرون محاريث الغريب نصالها
تواكلها تركها بعض إلى بعض، والمِحراث العود الذي تحرك به النار، والغريب الذي يغرب عن أهله أي ينتحي، والنصال السيوف، أي كأنها محاريث من الصدإ.
وقال ساعدة بن جؤية الهذلي:
وكنا أناساً أنطقْتنا سيوفنا ... لنا في لقاءِ القومِ حدّ وكوكب
يقول أحسنّا العمل بها فتكلمنا وافتخرنا، وهذا مثل قول عمرو بن معدي كرب:
فلو أن قومي أنطقْتني رماحهم ... نطقتُ ولكنَّ الرماحَ أجرَّتْ