وكيع بقتيبة بن مسلم فخطب الناس بمسجد عرفات وذكر غدر بني تميم ووثوبهم على سلطانهم وإسراعهم إلى الفتن، فقام الفرزدق ففتح رداءه وقال: يا أمير المؤمنين هذا ردائي رهن لك بوفاء تميم والذي بلغك كذب، فلما جاءت بيعة وكيع قال الفرزدق هذا البيت. وقال الفرزدق:
عشية ولّيتُم كأنّ سيوفَكم ... ذآنين في أعناقِكم لم تسلّل
ذآنين جمع ذؤنون وهو نبت ضعيف طويل له رأس مدور شبه سيوفهم في ضعفها بذلك النبت. وقال العجاج:
وبالسُريجياتِ يخطِفنَ القَصرَ ... وفي طِراقِ البَيضِ يوقِدن الشَررَ
السريجيات السيوف والقَصر أصول الأعناق، ويوقدن في طبقات البيض الشرر أي تنقدح النار. وقال العجاج أيضا:
إذ مطَرتْ فيه الأيادي ومطَرَ ... بصاعقاتِ الموتِ يكشفنَ الحَيَرَ
عن الدجارَى ويقوّمنَ الصَعَر
الأيادي جمع أيد، وصاعقات الموت السيوف، الدجاري الحَياري يقال دِجر دَجرا.