للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألم تعلموا أن الأسِنّةَ أحرزَتْ ... بقيتنا لو أن للدهرِ باقيا

يقول حصوننا الأسنة فهي التي أحرزت لنا كرما - ألا أنه لا يبقى على الدهر أحد.

وقال المفضل بن عامر من عبد القيس:

يهزهِزُ صعدةً جرداءَ فيها ... نقيع السم أو قَرّن مَحيق

كانوا يجعلون قرون الثيران مكان الأسنة. محيق قد دلكَ حتى امّحق.

وجاوَزْنا المنونَ بكلِ نكسٍ ... وخاظِي الجَلز ثعلبه دَميقُ

النِكس الضعيف يعني سهما قد انكسر فاصلح وعقّب ولذلك قيل للرجال الضعفاء أنكاس، والجَلز أصل السنان، ودميق أدخل إلى آخره. والخاظي المنتفخ، والثعلب ما دخل في السنان من الرمح. وقال أبو الطمحان يذكر هاربا.

على صَلَويه مُرهَفات كأنها ... قوادِم دلّتها نُسورٌ نواشِرُ

الصَلوان ما عن يمين الذنب وشماله. يقول قد أدرك فالرماح شارعة إليه كأنها قوادمِ نسر. وقال عمرو بن قميئة:

وأرماحنا ينهزنهم نهز جَمّةٍ ... يعود عليهم وِردنا ونميحها

ينهزنهم نَهز جمة - أي ينزعن عن دمائهم كما ينزع من الجمة الماء، يعود عليهم وردنا - يقول: نعود عليهم بالطعن مرة بعد مرة، نميحها نستخرج ماءها.

وقال آخر وهو قيس بن زير:

لا تعجَل بأمركَ واستدمْهِ ... فما صلَى عصاكَ كمستديمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>