يقول عشت مثل عمرين - وكان بلغ تسعين - وقال:
أو هل ترين الدهر عرى مسه ... إلا على لمم يروح ويغتدي
يقول إن لم يهلك الدهر الإنسان فإنه يغدو عليه ويروح بالنقصان. وقال:
زعمت غنية أن اكثر لمتي ... شيبت، وهان بذاك ما لم تزدد
لما رأت غربا هجائن وسطها ... مرحت وجالت في الصراع إلا بعد
غربا جاوز القدر ومنه يقال: استغرب فلان في الضحك، هجائن بيض، يقول لما رأت بي شيباً كثيراً مرحت بشبابها ونشاطها وجالت في الصراح الأبعد. وقال الكميت:
والشيب فيه لأهل الرأي موعظة ... ومن عيوب الرجال الشيب والغزل
إذ هما اتفقا نصا قعودهما ... إلى التي غبها التوقيع والجزل
قعودهما الرجل، والتوقيع الدبر، يقال بعير موقع والجزل أن ينزع من الكاهل عظم فيبقى مكانه منخفضاً وذلك البعير أجزل. وقال أبو النجم يصف دهراً مضى:
كيف وإن عادت علينا نعمه ... بنصف قد رابه تقسمه
أي هذا لا يرجع إن رجعت النعم يعني قوته وسواد شعره.
والصبح والشيب غريماً....يكرمه ... ينصفه طوراً وطوراً يظلمه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute