للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما أن رأيتُ الخيل قُبلاً ... تُبارى بالخدودِ شبا العَوالى

الشبا حد السنان تريد، أنها طوال الأعناق فهي تباري الأسنة بخدودها، ومثله لبشر:

يبارينَ الأسنة مُصغياتٍ ... كما يتفارطُ الثمدَ الحمامُ

يتفارط يريد أن بعضها يتقدم بعضاً إلى الماء وهو أشد لطيرانها، والثمد ركايا يجتمع فيها ماء المطر. وقد تقدمت أبيات في هذا المعنى في وصف خدودها فتركنا ذكرها. وطول العنق من علامات العتق وقصرها من علامات الهجنة.

وروي أن عمر بن الخطاب رحمه الله لما شك في العتاق والهجن دعا سلمان بن ربيعة الباهلي بطست من ماء فوضعت على الأرض ثم قدم الخيل فرساً فرساً فما ثنى منها سنبكه فشرب جعله هجيناً وما شرب ولم يثن سنبكه جعله عتيقاً، وذلك لأن في أعناق الهجن قصراً فهي لا تنال الماء على تلك الحال حتى تثني سنابكها وأعناق العتاق طوال وفي ذلك يقول لبيد:

من يمدُدا لله إصبعاً ... في الخيرِ والشرِ يلاقه معا

أنت جعلت الباهلي مِفَنّعا

<<  <  ج: ص:  >  >>