للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم يسبقوه أن تلافي رهينةً ... قليلُ المساكِ عنده غير مفتدي

يقول ارتهن من القوم رهينة قليل البقاء عنده لا يفتدي نفسه منه كما يفتدى الأسير.

فأسمع أولى الدعوتيْنِ صحابَه ... وكان التي لا يسمعون لها قَدي

يقول دعا فأسمع ثم دعا ثانية لم يرفع بها صوته حتى أتى على نفسه وكانت قد، أي حسب، وقال رجل من بني أسد:

رضينا بحظِ الليثِ طُعماً وشهوةً ... فسائل أخا الحلفاءِ إن كنتَ لا تدري

بنو أسد تعير بأكل لحوم الكلاب والأسد يأكل الكلاب ويحرص على لحومها، وأخو الحلفاء الأسد لأنه يسكن الحلفاء في الغياض، وقال الشاعر - الفرزدق:

إذا أسديّ جاعَ يوماً ببلدةٍ ... وكان سميناً كلبُه فهو آكلهُ

وقد مر في هذا أبيات في باب الكلاب.

وقال ساعدة بن جؤية يذكر أسداً:

إذا احتضرَ الصُرمُ الجميع فإنه ... إذا ما أراحوا حضرةَ الدارِ ينهدُ

أي إذا احتضروا نهدلهم، ومثله: لما رأى العدو نهدلهم، يريد أراحوا إبلهم حضرة الدار، والصرم هم الجماعة من البيوت، والجميع أهل الحِواء ما بين ثلاثين بيتاً إلى أربعين بيتاً، يريد أنه ينهض إليهم إذا اجتمعوا وأراحوا إبلهم فهدرت ولم يكترث لهم جرأة وشجاعة.

وقاموا قياماً بالفجاجِ وأوصدوا ... وجاءَ إليهم مقبلاً يتورَّدُ

<<  <  ج: ص:  >  >>