للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال دواد وذكر ثورا:

ويصبح تارات كما استمع المضل دعاء ناشد

كان أبو عمرو بن العلاء يعجب من هذا البيت، والناشد طالب الضالة يقال نشدتها أنشدها نشدانا، والمنشد المعرّف، يقال أنشدت الضالة إنشادا أي عرفتها يريد أن الرجل إذا أضل رأى مضلا ينشد ضالته سأل هذا هذا وهذا هذا، وإنما ذلك لأن كل واحد منهما يظن بصاحبه أنه قد سمع في تطوافه خبر ضالته، ويقال بل يتشوف لذلك لوثا وأنسا كما قيل في المثل: الثكلى تحب الثكلى. وقال المثقب العبدي:

يصيخ للنبأة أسماعه ... إصاخة الناشد للمنشد

قال الأصمعي سمعت أبا عمرو يستحسن هذا البيت، يقول إذا سمع صوتاً أمال أذنه وتسمع كما يصيخ طالب الضالة لمعرفتها.

فنخب القلب ومارت به ... مور عصافير حشى الموعد

يقول فزع، ومارت به قوائمه من الفزع من الكلاب مور عصافير، وهذا مثل يقال طارت عصافير رأسه من الفزع أي كأنما كانت عصافير على رأسه فطارت منه. ونحو منه:

فلما أتاني ما يقول ترقصت ... شياطين رأسي وأنتشين من الخمر

<<  <  ج: ص:  >  >>