للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرمي بعينيه الغيوب وطرفه ... مغض يصدّق طرفه ما يسمع

الغيوب واحدها غيب وهي المواضع لا يرى ما وراءها، يرميها بطرفه يخاف أن يكون فيها سبع أو صائد، يصدق طرفه ما يسمع، يقول إذا سمع شيئا ببصره فكان ذلك تصديقا منه لما يسمع لأنه لا يغفل عن النظر حين يسمع، وقوله: طرفه مغض - يقول ينظر ويطرف فله بين كل نظرتين إغضاء. وقال بشر بن أبي خازم الأسدي.

فأدى إليه مطلع الشمس نبأة ... وقد جعلت عنه الضبابة تحسر

تمارى بها رأد الضحى ثم ردها ... إلى حرّيته حافظ السمع مبصر

تمارى بالنبأة وشك فيها، رأد الضحى ارتفاعه، وحرتاه أذناه، حافظ السمع مبصر يريد أنه لا يخطيء في سمعه ولا في يبصره.

فجال ولما يستبين وفؤاده ... بريبته مما توجّس أوجر

جال الثور وما يستبين شيئا، توجس سمع، وبعض يجعل توجس من الخيفة، وأوجر خائف.

وقال الكميت يذكر ثورا:

ذو أربع ركّبت في الرأس تكلؤه ... مما يخاف ودون الكاليء الأجل

منها أثنان لما الطأطاء يحجبه ... والأخريان لما وافى به القبل

يريد عينيه وأذنيه فالأذنان لما أطمأن فتوارى عنه وهو الطأطاءمن الأرض، والعينان لما أتاه من قبل وهو سند الجبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>