ملوك وإخوان إذا ما لقيتهم ... أحكّم في أموالهم واقرّب
كفعلك في قوم أراك اصطنعتهم ... فلم ترهم في مثل ذلك أذنبوا
يقول اجعلني كهؤلاء القوم الذين صاروا إليك وكانوا مع غيرك فاصطنعتهم وأحسنت إليهم ولم ترهم مذنبين إذ فارقوا من كانوا معه يقول: فأنا مثلهم صرت عنك إلى غيرك فاصطنعَني وأحسن إليّ فلا ترني مذنباً إذ لم تر أولئك مذنبين. وقال الأعشى:
ألست منتهياً عن نحت أثلتنا ... ولستَ ضائرها ما أطت الإبل
كناطح صخرة يوماً ليفلقها ... فلم يضرها وأوهى قرنَه الوعل
أثلتنا شجرتنا وإنما يريد عزنا، وقيل أثلتنا أصلنا، يقال مجد مؤثل أي فو أصل، والوعل إذا اشتد قرنه أتى صخرة فنطحها يريد بذلك تجريب قرنه. يقول: فأنت في الذي ترومه منا كالوعل ونحن صخرة. وقال المرار يصف ناقة:
هذي الوَآة كصخرة الوعِل وقال الأعشى:
صرمت ولم أصرمكم وكصارم ... أخ قد طوى كشحا وأبّ ليذهبا