هذا مثل ضربه الكميت لما تأتى به من الشر وإذا كان الشيء وبيلا فكيف الدِرة، وذا ودقين يعني أمرا شديدا، يريد وإياكم وذا وَدقين ذا طرفين. ذكرّه تماد أي تمادى فصار ذكرا.
قال أيضا يصف رجلا:
واذا خافَ منَ مَغَبّةٍ أمر ... حَقَبا أن يُلا قي التصديرا
كانّ بالمِقُبل المغمّض منه ... قبل إفراخ بيضتيْه بَصيرا
الحقب في الحقو والتصدير في الصدر، وإنما يلتقيان عند أشد سير يكون وأتعبه، يقول إذا خاف من الأمر اضطرابا عرفه قبل وقوعه وقبل ظهوره شره، وجعل له بيضتين لأن الطائر يحضِن على بيضتين.
يعرف السقبَ قبل أن يُنتج السِل ... تمِ أهال الجَهالة العَنقَفيرا
السقب الحوار الذكر وهو لا يحمد وإنما تحمد الإناث فصار الذكر مضروبا لكل أمر غير محمود، والسلتم والعنقفير داهيتان وإنما ينتجان بينهما القتلى. وقال يذكر خطوبا:
أَنطفت رُبدها الأسِرّة منها ... واستَلجّتْ دماؤها تقطيرا
أي أدَمت فجعلتها تنطف، والربد الدواهي، والأسرّة الخطوط، واستلجّت لجت الدماء بالقطر، وتقول العرب للأمر إذا كان عظيما " المقطر من الأسّرة الدَم ". وقال: