للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العرب قول ضابيء بن الحارث البرجمي:

هممتُ ولم أفعل وكدتُ وليتني ... تركتُ على عثمان تبكي حلائلُه

يعني: وكدت افعل.

الوجه الخامس: أن "كاد" تأتي بمعنى أراد، وعليه فمعنى {أَكَادُ أُخْفِيهَا}: أريد أن أخفيها.

وإلى هذا القول ذهب الأخفش وابن الأنباري وأبو مسلم، كما نقله عنهم الآلوسي وغيره.

قال ابن جني في "المحتسب": ومن مجيء "كاد" بمعنى أراد قولُ الشاعر:

كادت وكدتُ وتلك خير إرادة ... لو عاد من لهو الصبابة ما مضى

كما نقله الآلوسي.

وقال بعض العلماء: إن من مجيء "كاد" بمعنى أراد قولَه تعالى: {كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} [يوسف/ ٧٦] أي: أردنا له. كما ذكره النيسابوري وغيره.

ومنه قول العرب: لا أفعل كذا ولا أكاد، أي: لا أريد. كما نقله بعضهم.

الوجه السادس: أن "كاد" من اللَّه تدل على الوجوب، كما دلت عليه "عسى" في كلامه تعالى، نحو: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا (٥١)} [الإسراء/ ٥١] أي: هو قريب.

<<  <   >  >>