وعلى هذا فمعنى {أَكَادُ أُخْفِيهَا}: أنا أخفيها.
الوجه السابع: أنَّ "كاد" صلة. وعليه، فالمعنى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ} {أُخْفِيهَا لِتُجْزَى. .} (١) الآية.
واستدل قائل هذا القول بقول زيد الخيل:
سريع إلى الهيجاء شاكٍ سلاحه ... فما أن يكاد قِرْنُه يتنفسُ
أي: فما يتنفس قِرْنُه.
قالوا: ومن هذا القبيل قوله تعالى: {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} [النور/ ٤٠] أي: لم يرها.
وقولُ ذي الرمة:
إذا غَيَّر النأْيُ المحبِّين لم يكد ... رسيسُ الهوى من حُبِّ مَيَّةَ يبرحُ
أي: لم يبرح، على قول هذا القائل.
قالوا: ومن هذا المعنى قول أبي النجم:
وإن أتاك نَعِيِّي فاندبنَّ أبًا ... قد كاد يضطلع الأعداء والخُطَبا
أي: قد أطلع الأعداء.
وقد قدمنا أن أرجح الأقوال الأول. والعلم عند اللَّه تعالى.
(١) في الأصل المطبوع: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى}، بإثبات "كاد". ولعل الصواب بدونها؛ ليتضح وجه كونها صلة (زائدة).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute