للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويروى هذا القول عن سعيد بن جبير وعمرو بن شعيب وعلي بن الحسين.

وعليه فلا إشكال أيضا؛ لأن الموادة بين المسلمين واجبة فيما بينهم، وأحرى قرابة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة/ ٧١].

وفي الحديث: "مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم كالجسد الواحد إذا أصيب منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". والأحاديث في مثل هذا كثيرة جدًا. وإذا كان نفس الدين يوجب هذا بين المسلمين تبين أنه غير عوض عن التبليغ.

وقال بعض العلماء: الاستثناء منقطع على كلا القولين.

وعليه فلا إشكال.

فمعناه على القول الأول: لا أسألكم عليه أجرًا، لكنْ أذكِّركم قرابتى فيكم.

وعلى الثانن: لكنْ أذكِّركم اللَّه في قرابتي فاحفظوني فيهم.

القول الثالث -وبه قال الحسن-: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} أي: إلا تتوددوا إلى اللَّه وتتقربوا إليه بالطاعة والعمل الصالح.

وعليه فلا إشكال؛ لأن التقرب إلى اللَّه ليس أجرًا على التبليغ.

القول الرابع: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} أي: إلا أن تتودَّدوا إلى

<<  <   >  >>