للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتقدمين.

والضرب الثاني من ضربي القول بالموجب المتقدمين لا يكاد الذهن يفرق بينه وبين الأسلوب الحكيم المذكور في فن المعاني:

فإلا يكنها أو تكنه فإنه ... أخوها غذته أمه بلبانها

وأدخل فيه بعض المحققين المشاكلة كقوله:

قالوا اقترح شيئًا نجد لك طبخه ... قلت اطبخوا لي جبةً وقميصا

لأنه قال بموجب قولهم، فأجاب بتعيين المطبوخ كما سألوه، وحمل اللفظ الواقع منهم على غير مرادهم، فإنهم أرادوا حقيقة الطبخ، فحمله هو على مطلق الصنع الذي هو أعم من الطبخ وهو الخياطة، فطلب فردًا من أفراد ذلك العام وهو الخياطة، وسماها طبخًا مجازًا.

وقد تقرر عند بعض المحققين أن المشاكلة من علاقات المجاز المرسل.

وإلى ضربي القول بالموجب المذكورين أشار علامة زمانه سيدي عبد اللَّه العلوي الشنقيطي في نظمه المسمى "نور الأقاح" بقوله:

ثم من البديع ما قد اشتهر ... بالقول الموجب عندي ذي النظر

وقوع وصف في كلام قد كُنِي ... به عن الذي له حكم بُنِي

فيثبت الوصف لغير ما ثبت ... له الذي عن شأن ذا الحكم سكت

<<  <   >  >>