للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من يصلح لمثلك. يريد أن يعجلني عن طلب العلم. فقلت في ذلك هذه الأبيات:

دعاني الناصحون إلى النكاح ... غداة تزوجت بيض الملاح

فقالو لي: تزوجت ذات دل ... خلوب اللحظ جائلة الوشاح

ضحوكًا عن مؤشرة رقاق ... تمج الراح بالماء القراح

كأن لحاظها رشقات نبل ... تذيق القلب آلام الجراح

ولا عجب إذا كانت لحاظ ... لبيضاء المحاجر كالرماح

فكم قتلت كميًّا ذا دِلاصٍ ... ضعيفات الجفون بلا سلاح

فقلت لهم: دعوني إن قلبي ... من الغيِّ الصراح اليوم صاح

ولي شغل بأبكارٍ عذارى ... كأن وجوهها غرر الصباح

أراها في المهارق لابسات ... براقع من معانيها الصحاح

أبيت مفكرًا فيها فتضحى ... لفهم الفدم خافضة الجناح

أبحت حريمها جبرًا عليها ... وما كان الحريم بمستباح

ومما كتب عني الشيخ إبراهيم المذكور قصيدةً كنت قلتها في عنفوان شبابي في شأن رجلين من قبيلتنا وقعت بينهما شحناء، فهجا أحدهما الآخر ولحنه، وادعى الهاجي علي أني دسست للمهجو شعرًا ينتقم به منه، فغضبت من تزويره علي؛ لأني -وللَّه الحمد والمنة- لست ممن يهجو، وما كافأت أحدًا بسوء، وما أخذت أخًا بزلة، تحدثًا

<<  <   >  >>