للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك -وللَّه المثل الأعلى- لو لم تقم بذاته جل وعلا القدرة والإرادة والعلم لاستحال كونه تعالى قادرًا بلا قدرة، مريدًا بلا إرادة، عليمًا بلا علم، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.

فإذا حققت هذا المقام فاعلم بأنهم مقرون بأنه وصف نفسه جل وعلا بالقدرة فقال: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٨٤)} [البقرة/ ٢٨٤]، ووصف الحادث بها فقال: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ} [المائدة/ ٣٤].

ووصف نفسه جل وعلا بالإرادة فقال: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [البروج/ ١٦]، وقال: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)} [يس/ ٨٢]، ووصف الحادث بها فقال: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا} [الأنفال/ ٦٧] {إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا} [الأحزاب/ ١٣] {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} [الصف/ ٨]، بل نسبها لغير العاقل أصلًا في قوله: {جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} [الكهف/ ٧٧].

[ووصف نفسه بالعلم، فقال: ] (١) {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٤)} [البقرة/ ٢٨٢]، ووصف الحادث به فقال: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (٥٣)} [الحجر/ ٥٣].

ووصف نفسه بالحياة فقال: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢)} [آل عمران/ ٢] {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [غافر/ ٦٥] {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان/ ٥٨]، ووصف الحادث بها فقال: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ


(١) ما بين المعكوفين ساقط من الأصل المطبوع، والسياق يقتضيه.

<<  <   >  >>