للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بحماية البيضة وسد الثغور (١) وإصلاح الجند والظهور على العدو (٢)


(١) وقد بلغ من همته وعظيم عنايته بذلك أن أرسل يهدد ملك الروم - وهو في معمعة القتال مع علي في صفين - وقد بلغه أن ملك الروم اقترب من الحدود في جنود عظيمة فكتب إليه يقول " والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك، لأصطلحن أنا وابن عمي عليك، ولأخرجنك من جميع بلادك، ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت " فخاف ملك الروم وانكف (البداية والنهاية ٨: ١١٩) .
(٢) في البر والبحر، فكانت رايات الإسلام تخترق الآفاق بأيدي جنده ممثلة العزة التي أرادها الله لدينه ورسالة رسوله وللمؤمنين بها. وكما أن فتح مصر ودخولها في الإسلام والعروبة من عمل عمرو بن العاص وحده. فإن تأسيس الأسطول الإسلامي والفتوح البحرية الأولى من عمل معاوية وحده. مما ينبغي للمشتغل بتاريخ العروبة والإسلام أن يعلمه أن معاوية مفطور على سجية السيادة والقيادة وصناعة الحكم، أخرج ابن كثير في التاريخ (٨: ١٣٥) عن هشيم عن العوام بن حوشب عن جبلة بن سحيم أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: " ما رأيت أحدا أسود من معاوية ". قال جبلة بن سحيم. قلت ولا عمر؟ قال " كان عمر خيرا منه، وكان معاوية أسود منه " ورووا مثل هذه الكلمة في معاوية عن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وتقدم قول عبد الله بن العباس " ما رأيت رجلا كان أخلق بالملك من معاوية ".

<<  <   >  >>