للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسياسة الخلق (١) .

وقد شهد له في صحيح الحديث بالفقه (٢) وشهد بخلافته


(١) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة ٣: ١٨٥) : لم يكن من ملوك الإسلام ملك خيرا من معاوية، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيرا منهم في زمن معاوية، إذا نسبت أيامه إلى من بعده. وإذا نسبت إلى أيام أبي بكر وعمر ظهر التفاضل. وقد روى أبو بكر الأثرم -ورواه ابن بطة من طريقه- حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة، حدثنا محمد بن مروان، عن يونس، عن قتادة قال: لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم: هذا المهدي. وروى ابن بطة بإسناده الثابت من وجهين عن الأعمش عن مجاهد قال: لو أدركتم معاوية لقلتم هذا المهدي. وروى الأثرم: حدثنا أحمد بن جوّاس، حدثنا أبو هريرة المكتب قال: كنا عند الأعمش فذكروا عمر بن عبد العزيز وعدله، فقال الأعمش: فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: في حلمه؟ قال: لا والله، بل في عدله. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: أخبرنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو أسامة الثقفي، عن أبي إسحاق السبيعي أنه ذكر معاوية فقال: لو أدركتموه أو أدركتم أيامه لقلتم: كان المهدي. وهذه الشهادة من هؤلاء الأئمة الأعلام لأمير المؤمنين معاوية صدى استجابة الله عز وجل دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم لهذا الخليفة الصالح يوم قال صلى الله عليه وسلم " اللهم اجعله هاديا، مهديا واهد به " وهو من أعلام النبوة.
(٢) في كتاب مناقب الصحابة من صحيح البخاري (ك ٦٢ ب ٢٨ ج ٤ ص ٢١٩) حديث أبي مليكة أن ابن عباس قيل له: " هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة. فقال: إنه فقيه ". وفي كتاب المناقب من جامع الترمذي (ك ٤٦ ب ٤٧) حديث عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاوية: " اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به " ورواه الطبراني من طريق سعيد بن عبد العزيز التنوخي - وكان لأهل الشام كالإمام مالك لأهل المدينة - عن ربيعة بن يزيد الإيادي أحد الأئمة الأعلام عن عبد الرحمن بن أبي عميرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية: " اللهم علمه الكتاب والحساب وَقِهِ العذاب ". وأخرجه الإمام البخاري في التاريخ قال: قال لي أبو مسهر (وذكره بالعنعنة) . وتقدم في ص ٨٣ حديث عزل عمير بن سعد الأنصاري عن ولاية حمص في خلافة عمر وتوليته معاوية والشهادة له بأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بأن يهدي الله به. ورواه الإمام أحمد من حديث العرباض بن سارية السلمي. ورواه ابن جرير من حديث ابن مهدي، ورواه أسد بن موسى وبشر بن السري وعبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح بإسناده. وزاد في رواية بشر بن السري " وأدخله الجنة ". ورواه ابن عدي وغيره عن ابن عباس. ورواه محمد بن سعد بسنده إلى مسلمة بن مخلد أحد فاتحي مصر وولاتها. ورواة هذا الدعاء النبوي لمعاوية من الصحابة أكثر من أن يحصوا. (وانظر البداية والنهاية ٨: ١٢٠ - ١٢١. وانظر ترجمة معاوية في حرف الميم من تاريخ دمشق لابن عساكر) . ومن لم يصدق هذا الحديث فهو منكر لكل ما ثبت في السنة من شريعة الإسلام. وفي الشيعة المبغضين لمعاوية اللاعنين له من يزعمون أنهم منتسبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهل تراهم يحقدون على جدهم صلى الله عليه وسلم لرضاه على معاوية واستعانته به ودعائه له؟ " إذا لم تستح فاصنع ما شئت ". وروى الحافظ ابن عساكر عن الإمام أبي زرعة الرازي أنه قال له رجل: إني أبغض معاوية. فقال له: ولم: قال: لأنه قاتل عليا. فقال له أبو زرعة: " ويحك، إن رب معاوية رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فأيش دخولك أنت بينهما، رضي الله عنهما؟ ".

<<  <   >  >>