للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

داود الظاهري، قال القاضي ابن العربي: وهو أنبل من لقيته. وأخذ عن أبي الحسين أحمد بن عبد القادر اليوسفي (٤١١-٤٩٢) ، وعن شيخ بغداد في الأدب أبي ذكريا يحيى بن علي التبريزي (٤٢١-٥٠٢) ، وأبي محمد جعفر بن أحمد بن حسين السراج الحنبلي (٤١٦-٥٠٠) مؤلف كتاب مصارع العشاق. وعن أبي بكر محمد بن طرخان التركي الشافعي (٤٤٦-٥١٣) تلميذ إمام الشافعية أبي إسحاق الشيرازي صاحب التنبيه والمهذب. وأخذ عن مسند العراق نقيب النقباء أبي الفوارس طراد بن محمد بن علي العباس الزينبي (١) (٣٩٨-٤٩١) وكان أعلى الناس منزلة عند الخليفة.

وكان يتردد على مجالس العلم العامة التي تعقد في دار وزير الخليفة عميد الدولة أبي منصور محمد بن فخر الدولة محمد بن محمد بن جهير المتوفى سنة ٤٩٣ وسماه (الوزير العادل) . قال ابن العربي: كنت بمجلس الوزير، فقرأ القارئ: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} [الأحزاب: ٤٤] وكنت في الصف الثاني من الحلقة بظهر أبي الوفاء بن عقيل إمام الحنابلة بمدينة السلام (٤٣١-٥١٣) وكان (مع إمامته في مذهب الإمام أحمد) معتزلي الأصول (٢) فلما سمعت الآية قلت لصاحب لي كان يجلس على يساري: هذه الآية دليل على رؤية الله في الآخرة، فإن العرب لا تقول (لقيت فلانا) إلا إذا رأته. فصرف أبو الوفاء وجهه مسرعا إلينا وقال ينتصر لمذهب الاعتزال في أن الله لا يرى في الآخرة " فقد قال الله تعالى: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ} [التوبة: ٧٧] وعندك أن المنافقين لا يرون الله تعالى في الآخرة " قال ابن العربي: وقد شرحنا وجه الآية في (كتاب المشكلين) .

ويقول ابن سعيد أحد مترجمي ابن العربي أن ابن العربي أخذ عن ابن


(١) نسبة إلى جدته الكبرى زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس.
(٢) تأثر بالاعتزال من شيخيه أبي علي محمد بن أحمد بن الوليد الكرخي، وأبي القاسم بن التبان. ولكن شيوخه من أئمة الحنابلة استتابوه بعد ذلك وصرفوه عن كثير مما تأثر به. وأبو الوفاء بن عقيل من كبار أئمة الإسلام. ومن مؤلفاته كتاب الفنون زاد على أربعمائة مجلد.

<<  <   >  >>