للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للوصول إلى صحة الخبر، فإننا سنطرح هذه الروايات كلها التي تقوَّلت على بني أمية» (١).

تنبيه: الأحاديث التي رُويت في ذم بني أمية مطلقا لا يصح منها شيء ألبتة، ويكفي للدلالة على بطلانها أنها تشمل عثمان بن عفان: ثالث الأمة فضلا ومنزلة، وأم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنهما - زوج النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وغيرهما من الصحابة الأجلاء، ومَن بعدَهم، كعمر بن عبد العزيز، مع ما حصل من التصاهر بين الأمويين والهاشميين وغيرهم، مع قرابتهم أصلًا.

فهذه الأحاديث من وضع أعداء الأمويين السياسيين والعقائديين.

قال ابن الجوزي - رحمه الله -: «قد تعصب قوم ممن يدَّعي السنة فوضعوا في فضله (٢) أحاديثَ ليغضبوا الرافضة، وتعصب قوم من الرافضة فوضعوا في ذمه أحاديث، وكلا الفريقين على الخطأ القبيح» (٣).

أولا: من الأحاديث التي لا تصح في ذم معاوية - رضي الله عنه -:

وقد نص الإمام ابن القيم على أنه لا يصح حديث في ذم معاوية - رضي الله عنه - (٤).

١ - «يا معاوية كيف بك إذا وليت حقبا تتخذ السيئة حسنة والقبيح حسنًا، يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير، أجلك يسير وظلمك عظيم». (موضوع).

٢ - عن أبى برزة قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فسمع صوت غناء فقال انظروا ما هذا؟ فصعدتُ فنظرتُ فإذا معاوية وعمرو بن العاص يتغنيان فجئتُ فأخبرتُ نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: «اللهم اركسهما في الفتنة ركسًا، اللهم دُعَّهُمَا إلى النار دعًّا». (هذا حديث لا يصح).


(١) انظر: مقدمته القيّمة للمجلد الرابع من (التاريخ الإسلامي ص٤٦).
(٢) أي معاوية - رضي الله عنه -.
(٣) الموضوعات (٢/ ١٥).
(٤) المنار المنيف في الصحيح والضعيف (ص ٩٤).

<<  <   >  >>