للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* إن قصة لعْن عليٍّ - رضي الله عنه - على منابر بني أمية قد رواها الطبري من طريق أبي مخنف عن أبي جناب الكلبي وفيه عن علي - رضي الله عنه -: «وكان إذا صلى الغداة يقنت فيقول: «اللهم العن معاوية وعمْرًا وأبا الأعور السُّلمي وحبيبًا وعبدالرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد، فبلغ ذلك معاوية فكان إذا قنت لعن عليًا وابن عباس والأشتر وحسنًا وحسينًا» (١).

وإسنادها لا يصح.

إن هذا الأثر ـ قصة لعن علي على منابر بني أمية ـ مروي من طريق علي بن محمد وهو شيخ ابن سعد، وهو المدائني فيه ضعف.

وشيخه لوط بن يحي (أبو مخنف) ليس بثقة، متروك الحديث وأخباري تالف لا يوثق به وعامة روايته عن الضعفاء والهلكى والمجاهيل

وفي سندها أيضًا أبو جناب الكلبي، ضعيف (٢).

ثم إن هذا الأثر، وهو الوحيد الذي ورد فيه التصريح المباشر بقصة اللعن وهو المشهور، وهو الذي يتمسك به عامة أهل البدع والجهل. يشير إلى أن عليًا - رضي الله عنه - كان يلعن معاوية وعمرو بن العاص وغيرهم!! فلماذا لم يتحدثوا عن هذه؟!! إن في هذا الأثر المكذوب طعنًا أيضًا في علي - رضي الله عنه -.

إن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا أكثر حرصًا من غيرهم على التقيّد بأوامر الشرع الذي نهى عن سباب المسلم ولعنه.

* وتذكر كتب التاريخ أيضًا أن الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - كانوا يشتمون عليًّا، وهذا الأثر الذي ذكره ابن سعد لا يصح.


(١) تاريخ الأمم والملوك (٣/ ١١٢).
(٢) انظر: سير أعلام النبلاء (٧/ ٣٠٢)، والميزان (٣/ ٤١٩).

<<  <   >  >>