للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وثَبَتَ أن النبيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - دعا لمعاوية فقال: «اللهمَّ عَلِّمْهُ الكِتابَ والحِسابَ، وقِهِ العَذاب». (رواه الطبراني وغيره وصححه الألباني).

وأما عمرو بن العاص - رضي الله عنه - فقد شهد له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالإيمان حيث قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ» (رواه الترمذي وحسنه الألباني).

ثانيًا: التنازل عن خراج ((دارابجرد)) للحسن بن علي:

زعم بعض المؤرخين أن معاوية تنازل للحسن بن علي - رضي الله عنهم - عن خراج (دارابجرد) وأن يعطيه مما في بيت مال الكوفة مبلغ خمسة آلاف ألف درهم مقابل تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية، وأن الحسن قد أخذ ما في بيت مال الكوفة ولكنه لم يستطع الحصول على خراج (دارابجرد) إذ إن أهل البصرة قد منعوه منه، ويزعمون أن ذلك كان بتحريض معاوية أو بمبادرة من البصريين (١).

إن هذه الرواية تغض من شأن الحسن ومعاوية معًا - رضي الله عنهما - وتجعلهما في موقف التواطؤ على أكل أموال المسلمين بالباطل، وهذا باطل ولا يصح.

ثالثًا: التوسع في إنفاق الأموال لتأليف القلوب واكتساب الأنصار:

ذكر المؤرخون أن معاوية - رضي الله عنه - أنفق أموالًا كبيرة ليتألف بها قلوب الزعماء والأشراف ويوطد أركان الدولة الإسلامية التي قامت بعد فترات من الصراع والتطاحن.

فإن صح ذلك فإن إراقة بعض المال خير من إراقة كثير من دماء المسلمين. فلعله أعطى هؤلاء الرجال المال يستميل به قلوبهم، وقلوب أتباعهم وأنصارهم، ويعلي به مكانتهم ويسد خلة من وراءهم.

ولعله قد فهم من إعطاء الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - المؤلفة قلوبهم بعد فتح مكة ليستميلهم نحو الدين، أنه يجوز أن يعطي أمثال هؤلاء الرجال ليتألف قلوبهم ويضمن ولاءهم للدين والدولة حيث نصرة الدين وجمع شمل أهله.


(١) تاريخ الطبري (٦/ ١٦٥)، الدولة الأموية المفترى عليها (ص٤١٧).

<<  <   >  >>