للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الموتورين.

وهم يستغلون جهل الأمة، وفساد منهج التلقي عندها، وبعدها عن القراءة الصحيحة لتراثها، وإعجاب كل ذي رأي فيها برأيه، وانبهار عقول كثير منها بالغرب وفكره المسموم.

ولكن الله غالب على أمره يقيّض في كل عصر ومَصر ـ من أهل السنة الراشدين، والعلماء العاملين، والدعاة الحارسين للحدود ـ مَن يردّ الحملة المسعورة فينفي الجهالة، ويكشف الضلالة، ويبيِّن المنهج السويّ بالفهم الجلي والنقل السلفي.

وأحسب أن من بين طالبي هذه المنزلة السامية والهمة العالية أخانا الشيخ شحاتة صقر الذي ندبني لمراجعة هذا البحث لُغَويًا، فأهدى إليَّ خير ما يهدي الأخ لأخيه، من العلم النافع المجموع من مظانه الحسنى الوثيقة، والمفهوم فهمًا صحيحًا راسخًا، كما أشركني وأشْرك كل قارئٍ في همّه، وما همُّه إلا قضايا الإسلام والهجمة الشرسة عليه.

لقد جلّى دواعي الشانئين للطعن في الصحابة - رضي الله عنهم -، نقلة الدين، ووارثي العلم، ومؤسسي الدولة المسلمة، ومجسدي نموذج الإسلام المتحرك الفاعل، ومخرجي الناس ـ بمشيئة الله ـ من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

كما بيَّن وسائل تشويه التاريخ وأمسك بالأيدي الآثمة الدساسة، وأرشد إلى كيفية قراءة التاريخ على هدى وبصيرة نافذة، ومنهج رشيد، لا يغادر سندًا إلا حققه، ولا متنًا إلا دققه، ولا دعوى إلا محصها، ولا فهمًا إلا راجعه.

ونبَّه على أن موقف السلف مما شجر بين الصحابة - رضي الله عنهم -، هو الإمساك عن الخوض فيه، واعتقاد الخير في جميعهم، والتماس العذر لهم في اجتهادهم.

ثم فرغ لشخص معاوية - رضي الله عنه -، فتحدث عن شخصه الكريم الفذ وعن أبويه وإخوته وابنه يزيد، وعن كتابته الوحي للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ونبوءات النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - له، وما جرى بينه وبين علي - رضي الله عنهما -، وما كان من التحكيم وما تلاه، ثم موقف الحسن بن علي بعد أبيه

<<  <   >  >>