للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جدك علي، وبها ُطعن عمك الحسن، وبها ُقتل أبوك الحسين، وأعمالها شتمنا أهل البيت " (١).

وأما الثاني، فهو المفيد يكتب وهو يذكر زيد بن علي:

إنه لم يكره قوم قط حد السيف إلا ذلوا. فلما وصل إلى الكوفة، إجتمع إليه أهلها، فلم يزالوا به حتى بايعوه على الحرب، ثم نقضوا وأسلموه فقتل، وصلب بينهم أربع سنين لا ينكر أحد منهم ولا يعينوه بيد ولسان " (٢)

هذا كان أمر الزيدية (٣) وهؤلاء كانوا هم.

وهناك فرق أخرى افترقوا وتفرعوا إلى فرق وفروع أخرى غير الزيدية، مثل الذين قالوا بإمامة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن حسن المثنى بن علي بن أبي طالب المقتول بها،

" وزعموا أنه القائم وأنه الإمام المهدي وأنه ُقتل، وقالوا إنه حي لم يمت مقيم بجبل يقال له العلمية، وهو الجبل الذي في طريق مكة ونجد، الحاجز عن يسار الطريق وأنت ذاهب إلى مكة، وهو الجبل الكبير، وهو عنده مقيم فيه حتى يخرج، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: القائم المهدي إسمه إسمي، واسم أبيه إسم أبي.

وكان أخوه (إبراهيم بن عبد الله بن الحسن) خرج بالبصرة، ودعا إلى إمامة أخيه (محمد بن عبد الله) واشتدت شوكته، فبعث إليه المنصور بالخيل، فُقتل بعد حروب كانت بينهم. وكان (المغيرة بن سعد) قال بهذا القول لما توفي أبو جعفر محمد بن علي، وأظهر المقالة بذلك، فبرئت منه الشيعة أصحاب (أبي عبد الله جعفر بن محمد) عليهما السلام، ورفضوه، فزعم أنهم رافضة وأنه هو الذي سماهم بهذا الاسم، ونصب


(١) مروج الذهب ج٣ ص٢٠٦.
(٢) الإرشاد المفيد ص٢٦٩.
(٣) ولقد اختصرنا القول في الزيدية لقصدنا اصدار كتاب مستقل إن شاء الله.

<<  <   >  >>