بعد ذلك منها إلى الموالي، وجمع بين هؤلاء وبين تلك الدوائر، وأولئك الذين كانوا يتواثبون حول الكرسي المقدس يذكرون أنهم " السبئية "(ص ٧٠٣ س ١٧، ص٧٠٤ س ١١) ولم يكونوا من الموالي، بل من العرب، إذ كانوا من عشائر: نهد وخارف وثور وشاكر وشبام. وهؤلاء السبئية كانوا على علاقات سيئة بعشائرهم، نتيجة لمذهبهم الغريب، خصوصاً شبام بالنسبة إلى قبيلة همدان. بينما كانوا على علاقات وثيقة جداً بالمختار، ومن أجله خاضوا النار، ووشوا بقبائلهم.
ونجد حديثاً عن بطانة من الشيعة العرب، كانت تجتمع في منزلي امرأتين بارزتين. وتذكر أسماء بعض أفراد هذه البطانة، ومنهم إبن نوف الهمداني، الذي كان ينافس مولاه وأستاذه (المختار) في التنبؤ. لقد كان يصنع وحياً لدى الكرسي المقدس، وكان أحد عمومة الأعشى ممن تأثر لهذا الوحي. وكان أول سادن للكرسي، هو موسى بن أبي موسى الأشعري، ثم تلاه حوشب البرسمي. والبيئة هنا كلها يمنية. ويقال أن المختار قد أظهر الكرسي على أنه كرسي علي بن أبي طالب. ولكن ثمة روايات أخرى تقول بعكس ذلك، وهذه الروايات الثانية أقرب إلى التصديق. وعلى كل حال، فقد كان الكرسي في حوزة اليمنيين، وأصله إنما يبحث لديهم. ولم يكن اختراعاً أبدعه الهوى، بل مثله مثل الحجر الأسود كان قطعة وثنية، وفي الأصل كرسي الله ثم كرسي علي، لأنهم ألهوا علياً. وكراسي الله الخالية هذه نجدها كثيراً، وإن لم تكن عادة من الخشب.
ومنشأ السبئية، يرجع إلى زمان علي والحسن، وتنسب إلى عبد الله بن سبأ. وكما يتضح من اسمه الغريب، فإنه كان أيضاً يمنياً.
والواقع أنه من العاصمة صنعاء. ويُقال أنه كان يهودياً. وهذا يقود بالقول بأصل يهودية الفرقة السبئية " (١).