للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنت، أنت، يعني أنت الإله، فنفاه إلى المدائن " ولا ينافي هذا القول قوله الآخر إذ من المحتمل قريباً أن يكون ابن سبأ قد قال لعلي (أنت، أنت) لكنه قد أخفاه في حياة علي (ع) أيام منفاه وبعدها إلى أن توفي علي (ع) فأظهره بعد ذلك بسنة أو بأقل.

وعلى كل حال فإن الرجل ـ أي ابن سبأ ـ كان في عالم الوجود وأظهر الغلو. وإن شك بضعهم في وجوده وجعله شخصاً خيالياً شخصته الأغراض الشخصية، أما نحن بحسب الاستقراء الأخير فلا نشك بوجوده وغلوه ..... نعم غلا ابن سبأ في دينه وتسربت بدعته هذه إلى أفكار جماعة غير قليلة، قد سميت باسمه. وأخذت بعد ذلك بالتطور السريع حتى تجاوزت عن القول بإلهية فرد من المخلوقين إلى القول بإلهية اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو أكثر من أهل البيت عليهم السلام (١).

وقد أقر بوجوده من أعلام الشيعة المتأخرين المظفري في كتابه تاريخ الشيعة (٢).

وكذلك كبير القوم السيد محسن الأمين في موسوعته (٣).

وغيرهم الكثيرون، الكثيرون.

فهذا هو عبد الله بن سبأ، وهذه العقائد التي حملها إلى المسلمين وإلى الشيعة بالذات بتعبير صحيح ودقيق، لأنهم هم كانوا الحقل الصالح لبذر هذه البذور، ومنهم [من] كان يتوقع أن يجد آذانا صاغية وقلوباً واعية، وباسم قائدهم كان يتوقع إثارة الضغائن والأحقاد.


(١) - الشيعة في التاريخ لمحمد حسين الزين: ص ٢١٢ ـ ٢١٣ ط دار الآثار ـ بيروت الطبعة الثانية ١٩٧٩م
(٢) - انظر تاريخ الشيعة لمحمد حسين المظفري ص ١٠ ط. قم.
(٣) - انظر أعيان الشيعة وخاصة الجزء الأول من القسم الأول.

<<  <   >  >>