كتاب عمدة الأحكام - ت القاسم

كتاب الحج - باب دخول مكة وغيره - ص: 275

٢٢١ - عَنْ (١) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «قَدِمَ (٢) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ (٣)، فَقَالَ المُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ وَفْدٌ (٤) وَهَنَتْهُمْ (٥) حُمَّى يَثْرِبَ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْمُلُوا (٦) الأَشْوَاطَ (٧) الثَّلَاثَةَ، وَأَنْ يَمْشُوا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، وَلَمْ يَمْنَعْهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلَّا الإِبْقَاءُ (٨) عَلَيْهِمْ» (٩).

٢٢٢ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يَقْدَمُ مَكَّةَ: إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ الأَسْوَدَ أَوَّلَ مَا يَطُوفُ؛ يَخُبُّ (١٠) ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ» (١١).

---

(١) في د: «وعن».
(٢) في نسخة على حاشية أ: «لما قدم».
(٣) في ج، و، ز، ك، ل، ونسخة على حاشية د زيادة: «مكة».
(٤) في أ، ل: «قوم»، وفي نسخة على حاشية د زيادة: «قد».
(٥) في ب، د، هـ، ك: «وهنهم».
ومعنى «وَهَنَتْهُم»: أضعفتهُم وأَرَّقَتْهُم. المعلم بفوائد مسلم للمازري (٢/ ٩٢)، وشرح النووي على مسلم (٩/ ١٢).
(٦) من «الرَّمَل»؛ وهو أَسْرَعُ المشيِ مع تقارب الخُطَى. شرح النووي على مسلم (٨/ ١٧٥).
(٧) أي: الدوراتُ فِي الطَّواف. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص ١٥٦).
(٨) في أ، ج، هـ، ز: «الإبقاءَ» بالنَّصب، وفي د: بالرَّفع والنَّصب، والمثبت من و، ح، ط، ك، ل.
قال القرطبي رحمه الله في المفهم (٣/ ٣٧٦): «روايتنا: (الإبقاءُ) بالرفع على أنَّه فاعلُ (يمنعهم)؛ ويجوزُ نصبه على أن يكون مفعولاً من أجله، ويَكون في (يمنعهم) ضميرٌ عائد على النَّبي صلى الله عليه وسلم هو فاعلُه».
(٩) البخاري (١٦٠٢) واللفظ له، ومسلم (١٢٦٦).
(١٠) من «الخَبَب»؛ وهو: السَير السريعُ. النكت للزركشي (ص ٣٠٦)، وانظر: إرشاد الساري (٣/ ١٦٦).
(١١) البخاري (١٦٠٣) واللفظ له؛ وعنده: «ثلاثة أطواف من السبع» بدل: «ثلاثة أشواط»، ومسلم (١٢٦١).