كتاب عمدة الأحكام - ت القاسم

كتاب الأيمان والنذور - باب القضاء - ص: 390

بِسِجِسْتَانَ (١) -: أَنْ لَا تَحْكُمَ (٢) بَيْنَ اثْنَيْنِ وَأَنْتَ غَضْبَانُ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَا يَحْكُمْ (٣) أَحَدٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ (٤)» (٥).

وَفِي رِوَايَةٍ: «لَا يَقْضِيَنَّ حَكَمٌ (٦) بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ (٧)» (٨).

٣٦٧ - عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ

---

(١) في أ، و: «بسَجستان» بفتح السين، وفي ح: بفتح السين وكسرها معاً، والمثبت من ج، ط، ك، ل.
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح (١٣/ ١٣٧): «(سِجِستان): بكسر المُهملة والجيم على الصَّحيح؛ وهي إلى جِهة الهند، بينهَا وبين كِرمان مئة فرسخٍ».
وانظر: معجم البلدان (٣/ ١٩٠).
(٢) في ج، ز، ح، ك: «تحكمْ» بالجزم، والمثبت من و، ط، ل.
(٣) في و، ي، ك، ل: «يحكمُ» بالرَّفع، والمثبت من ج.
قال ابن فرحون رحمه الله في إعراب العمدة (٣/ ٤١٢): «قوله: (لا يحكم أحد): تحتمِل (لا) النهي؛ فيُجزم الفعلُ بها، ويؤيِّد النهي هنا الروايةُ الأخرى: (لا يقضينَّ)؛ فإن التأكيدَ بالنون لا يكون مع النفيِ».
(٤) في ي: «غضبانٌ» بالتَّنوين، والمثبت من و، ح، ك.
(٥) البخاري (٧١٥٨)، ومسلم (١٧١٧) واللفظ له.
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح (١٣/ ١٣٧): «ووقع في العمدة: (كتب أبي وكتبت له إلى ابنه عبيد اللَّه) … وهو موافق لسياق مسلم؛ إلا أنه زاد لفظ: (ابنه)، قيلَ معناه: كتبَ أبو بكرة بنفسه مرة، وأمر ولدَه عبدَ الرحمن أن يكتب لأخيه فكتب له مرة أخرى، قلت: ولا يتعينُ ذلك بل الذي يظهر أنَّ قوله: (كتب أبي) أي: أمر بالكتابة، وقوله: (وكتبتُ له) أي: باشرتُ الكتابة التي أمر بها، والأصل عدم التعدد، ويؤيده قوله في المتن المكتوب: (إني سمعتُ) فإن هذه العبارة لأبي بكرة لا لابنه عبد الرحمن؛ فإنه لا صحبة له، وهو أول مولود ولد بالبصرة».
(٦) في ج: «أحد»، و «حَكَمٌ» سقطت من أ.
(٧) في ي: «غضبانٌ» بالتَّنوين، والمثبت من ج، و، ك.
(٨) البخاري (٧١٥٨).
وجملة: «وَفِي رِوَايَةٍ: لَا يَقْضِيَنَّ حَكَمٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ» ليست في ح.