كتاب عمدة الأحكام - ت القاسم

كتاب الأطعمة - باب الصيد - ص: 402

وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أُخْرَيَاتِ القَوْمِ، فَعَجَّلُوا (١) وَذَبَحُوا وَنَصَبُوا القُدُورَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالقُدُورِ فَأُكْفِئَتْ، ثُمَّ قَسَمَ فَعَدَلَ عَشَرَةً (٢) مِنَ الغَنَمِ بِبَعِيرٍ، فَنَدَّ (٣) مِنْهَا بَعِيرٌ، فَطَلَبُوهُ فَأَعْيَاهُمْ، وَكَانَ فِي القَوْمِ خَيْلٌ يَسِيرَةٌ (٤)، فَأَهْوَى رَجُلٌ مِنْهُمْ بِسَهْمٍ، فَحَبَسَهُ اللَّهُ، فَقَالَ (٥): إِنَّ لِهَذِهِ البَهَائِمِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الوَحْشِ، فَمَا غَلَبَكُمْ (٦) مِنْهَا فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا، قَالَ (٧): قُلْتُ (٨): يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا لَاقُوا العَدُوِّ (٩) غَداً، وَلَيْسَتْ (١٠) مَعَنَا مُدىً (١١)، أَفَنَذْبَحُ بِالقَصَبِ؟ قَالَ: مَا أَنْهَرَ الدَّمَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ (١٢) فَكُلُوهُ (١٣)؛ لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ (١٤)، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ؛ أَمَّا

---

(١) في ج، ك، ل: «فعجِلوا» بتخفيف الجيم وكسرها، وفي ي: «فعجَلوا» بتخفيف الجيم وفتحها، والمثبت من أ، و، ز، ح، ط.
قال القسطلاني رحمه الله في إرشاد الساري (٤/ ٢٨٤): «(فعجلوا): بكَسر الجيم، وفي الفرع: بفتحها، ولم يَضبطها في اليونينيّة».
(٢) في أ: «عَشْرَة» بسكون الشين، وفي ي: «عَشَرةٍ» بفتح الشين، والجرِّ، والمثبت من و، ح، ك، ل.
(٣) أي: شرَد وذهبَ على وجههِ. النهاية (٥/ ٣٥).
(٤) في ح: «يسيرةً» بالنَّصب المنوَّن، والمثبت من ج، و، ز، ط، ي، ك، ل.
(٥) في ح زيادة: «رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم».
(٦) في أ: «عليكم» بدل: «غَلَبَكُمْ».
(٧) «قَالَ» ليست في أ.
(٨) في ج: «فقلت».
(٩) في ك: «العدوَّ» بالنَّصب، والمثبت من ج، هـ، و، ز، ح، ط، ل.
(١٠) في ك: «وليس».
(١١) جمع المُدية؛ وهي: السِّكِّينُ. الكواكب الدراري (١٣/ ٦٦).
(١٢) «عَلَيْهِ» ليست في ل.
(١٣) في ك: «فكلوا».
(١٤) في أ، د، و، ح: «الظُفْر» بسكون الفاء، والمثبت من ز، ط، ك، ل.
قال النَّووي رحمه الله في شرح مسلم (٣/ ١٣٢): «وفي (الظفر) لُغتان: أجودُهما (ظُفُر) بضم الظَّاء والفاءِ؛ وبه جاءَ القرآن العزِيز، ويجوزُ إسكان الفَاء على هذَا».