تلفي شرفي بمحبّته ... وعذابي عذب مورده
يدني أجلي فيقرّبه ... في يوم وصال يبعّده
ريّان الخدّ مورده ... سكران اللحظ معربده
غصن يسري في بدر دجىً ... يزري بالغصن تأوّده
ياليلاً بثُّ أُسامره ... ما أسرع ما وافى غده
تركي ناش في عجم ... وصفاء اللون يبغدده
بتنا بقميصي عفتنا ... والحيُّ تولّت حسّده
ولهيب فؤاد أضرمه ... بزلال الريق أبرده
ويميت القلب وينشره ... سيف عيناه تجرّده
زمن تجب النعماء له ... جحد الباري من يجحده
عجباً من خصر رقّته ... حملت جبلاً هو مجهده
عجباً للخدّ بنار الورد ... جلا الأبصار توقّده
أيعود زمان الفوز به ... ويشاهدني وأُشاهده
كمشاهدتي لكتابة من ... هو فرد الدهر وسيّده
هو حيدر أهل العلم له ... ملك بالنظم يسدّده
وله من خالقه نظر ... مابين الخلق يؤيّده
مولىً للنظم يكمّله ... فيقيم الملك ويعقده
نفحات الطيب بعنصره ... تبدوا والطيب مولده
صلحت لله سريرته ... فالصالح ما كتبت يده
يا ثالث بدري عالمنا ... بل أنت لفضلك مفرده
من قاسك في أحد فأنا ... في وصف علاك أفنده
ندب يحلولي المدح به ... فلهذا صرت أُردّده
بحرٌ والبدر بطلعته ... يبدو والكوثر مورده
فحماه آل الخلق ولا ... يزل الإقبال يؤيّده