للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد نادت الدنيا بنيها ألا ابشروا ... سينشي لكم روض من الجود مونق

فللمصطفى زفّ الفخار نجيبة ... ببيت علاء بالفخار يسردق

ومن نسله فيكم تعول أماجد ... على نهج آباها المكارم تنسق

لقد عقدوا النادي فكانوا نجومه ... وفي صدره شمس العشيرة تشرق

وكم قام مابين السماطين مصقع ... بتلك التهاني منشداً يتأنّق

فيهتزُّ عطفاها لمدح زعيمها ... ومبسمها عن بارق يتألّق

فتىً كلّما ترنو ترى فيه غيرما ... رأيت من الفضل الذي ليس يسبق

وما للعلى إلاّ محمّد صالحٌ ... لأكمام أزهار المعالي يفتق

وإنّ على الزوراء كالشمس بيته ... بأشراقه غرب تساوي ومشرق

فمن بأقاصي الخافقين يرى سنا ... ضياه كمن في جنب علياه ملصق

ومن كان في مرمي سحيق يشمُّ من ... ثرى أرضه مسكاً سحيقاً وينشق

فطينته من طينة المجد صلصلت ... ومن نور شهب الفخر حصباه تخلق

وساحته مدّت به من سماحة ... سحاب نداها في البريّة مغدق

زوبالشرف الوضّاح عَلَيّ سقفه ... فأضحت به ريح المكارم تخفق

وفي منتهى العلياء إن صيّروا له ... أساساً لعمري السقف أين يحلّق

إذا ما تجلّى ربّه يوم مفخر ... رأيت أجلاّء البريّة تصعق

فيامن رأى منه الأنام عجائباً ... ببحر معانيها البصائر تغرق

فضحت الذي جاراك إذ فتَّ طرفه ... فظنّ بمضمار العلى هو أسبق

ولم يدر أمسى في الحضيض وأنت عن ... هواجس أوهام الأنام محلّق

حنانيك فيك الوهم لا يتعلّق ... فإنّى لك الصيد الأماجد تسبق

سموت وخلّفت النجوم بغيظها ... ورائك تبدوا تارةً ثمّ تخفق

وبدر السما من شدّة الغيظ وجهه ... به كلفٌ لا ينجلي حين يشرق

إذا الشهب لم تلحقك كيف بك الذي ... تقاعد في الأرض البسيطة يلحق

فهذا وما شارفت ما تستحقّه ... وأنت بمن جاراك في السبق ترفق

فلو تعطين منك النقيبة حقّها ... وكنت إلى حيث التسحقّق تجلّق

لقمت مقاماً دون أدنى محلّة ... تقطّع أوهام الورى وتفرّق

لعمري لانت الحوّل القلب الذي ... لما فتقت أيدي الحوادث ترتق

إذا أعوصت عمياء أسدف نهجها ... ومن دونها باب الإصابة مغلق

وضلّ بها رأي الحصيف وكلّما ... تثبّت فيها حازم الرأي يزلق

كشفت بديهاً أمرها وكأنّما ... على غامضات الغيب صدرك مطبق

فما أنت إلاّ آية جلَّ قدرها ... بأعجازها أعداء مجدك صدّقوا

وهي طويلة ومن أرادها فليطلبها من كتابه المسمّى بمصباح الأدب الزاهر.

[الباب الثاني والعشرون في قافية الكاف]

[وفيها فصل واحد في المديح]

قلت في مدحه:

قامت تجني لي في دلّها ... قلت لها رفقاً بأسراك

قالت نعتّ البدر في سعده ... قلت نعم وهو محيّاك

قالت وصفت الدرّ في سمطه ... قلت بلى وهو ثناياك

قالت نسيم الورد أطريته ... قلت أجل والورد خدّاك

قلت فمن خصرك قلبي اشتكى ... ضعفاً فقالت كذب الشاكي

قلت إذاً أدعوا له بالضنا ... قالت وزده ثقل أوراك

قلت فمشغوف الحشا ماله ... منك سوى أن يتمنّاك

عنآي أذيعي يا نموم الصبا ... مقالةً طابت كريّاك

آليت لا أنسب خبثاً إلى ... عصر أتى بالحسن الزاكي

أحنى بني الأيّام عطفاً على ... ضرّائك منهم وهلاّك

ذو راحة حاكي الحيا جودها ... والفضل للمحكي لا الحاكي

بخلت البحر فقال الورى ... ما أجمد البحر وأنداك

تجني ادّعي له الجناية ولم تكن صدرت منه. وقد وقع في هذه المقطوعة المراجعة ومنهم من يسمّيها بالسؤال والجواب وهو ضربان: أحدهما: أن يكون بين اثنين كما جرى بين ابن الدمينة وبين محبوبته. حدّث ابن أبي السري عن هشام قال: هوى ابن الدّمينة امرأة من قومه يقال لها أميمة فهاج بها مدّة فلمّا وصلته تجنّى عليها وجعل ينقطع عنها ثمّ زارها ذات يوم فتعاتبا طويلاً ثمّ أقبلت عليه، فقالت والشعر لها:

وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني ... وأشمت بي من كان فيك يلوم

<<  <   >  >>