للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيالها فرحةً منّا تداركت ال ... نفوس من قبل أن يستلّها العطب

وافى البشير بها يسعى وأنفسنا ... تسعى إليه لما فيها وتقترب

ودَّ الكرام له من فرط بشرهم ... لو أنّهم ملكوا أعمارهم وهبوا

فأحضرَّ روض الهنا حتّى زهى لهم ... من بعد ما كان مصفرّاً به العشب

يا ذاالذي زين فيه المجد وهو به ... تزيّنت للمعالي القادة النجب

ما كنت أحسب قوماً يفرحون إذا ... ما اعتلّ من فيه صحَّ المجد والحسب

مع أنَّ أبياتهم لولاه ما رفعت ... أعمادهنّ ولم يمدد لها طنب

يا عترة المجد أمّت بيتكم فرحاً ... عذراء ما إن حكتها الخرّد العرب

جائت تهنّئكم في برء علّة من ... قد شاد بيت علىً من دونه الشهب

دام السرور لكم فيه ولا برح ال ... سرور عنكم ولا الأفراح والطرب

[فصل في الرثاء]

قلت معزّياً للماجد محمّد الصالح عن كريمة له توفّيت، وهي الّتي مرّ رثائها في حرف الألف في القصيدة الهمزية التي لعمّنا المهدي:

لحيّ الله دهراً لو يميل إلى العتبى ... لأوسعت بعد اليوم مسمعه عتبا

ولكنّه والشرُّ حشو إهابه ... على شغب إن قلت مهلاً يزد شغبا

له السوء لم يلبس أخا الفضل نعمةً ... يسرُّ بها إلاّ أعدّ لها السلبا

على الحرّ ملآن من الظغن قلبه ... فبالهمّ منه لم يزل ينحت القلبا

يطلّ عليه كلّ يوم وليلة ... بقارعة من صرفه تصدع الهضبا

كأنّ كرام الناس في حلقه شجاً ... وإلاّ قذى بدمي لناظره غربا

يحاربهم من غير ذنب لنقصه ... فلست أرى غير الكمال لهم ذنبا

وأصعب حرب منه يوم صروفه ... من الشرف السامي ارتقت مرتقى صعبا

تخطّت حمى العلياء حتّى انتهت به ... إلى حرم للخطب يشعره رعبا

وما صدرت إلاّ بنفس نجيبة ... عليها مدى الدهر العلي صرخت غضبى

أسرّ لها الناعي المفجّع نعيها ... فقامت عليها تعلن النوح والندبا

وهوَّن فقدان النساء مؤنّب ... يعيب الأسى لو شئت أوسعته ثلبا

فما كلُّ فقدان النساء بهيّن ... ولا كلّ فقدان الرجال يرى صعبا

فكم ذات خدر كان أولى بها البقا ... وكم رجل أولى بأن يسكن التربا

وغير ملوم من يبيت لفقده ... كريمته يستشعر الحزن والندبا

فكم من أب زانته عفّة بنته ... وكم ولد قد شان والده الندبا

فساقت بمأثور الكلام له الثنا ... وساق بمنشور الملام له السبا

بل الخطب فقد الإنجبين ومن له ... بذلك لولا أنّها تلد النحبا

وربّة نسك بضعة من محمّد ... مضت ما زهت يوماً ولا اتّخذت تربا

وخبأها فرط الحياء فلم تكن ... تصافح وجه الأرض أذيالها سحبا

فلو أنّ عين الشمس تقسم أنّها ... لها ما رأت شخصاً لما حلّفت كذبا

وغير حجاب الخدر والقبر ما رأت ... ولا شاهدت شرقاً لدنياً ولا غربا

فلم تُدْرَ إلاّ بالسماع حياتها ... وجاء سماعاً أنّها قضت النحبا

قاما هي العنقاء قلت فصادقٌ ... ولكنْ لسان الإحترام لها يأبى

وما هي إلاّ بضعة من محمّد ... أجلّ بني الدنيا وأعلاهم كعبا

وأرحبهم بيتاً وأوسعهم قرىً ... وأطولهم باعاً وأرجحهم لبّا

رطيب ثرىً منه تحيي وفوده ... محيّاً بأنداء الحيا لم يزل رطبا

وتلمس منه أنملاً هنَّ للندى ... سحائب فيها علّم المطر السكبا

بنوا المصطفى أنتم معادن للتقى ... وأرجح أرباب النهى والحجى لبّا

فلا طرقتكم نكبة بعد هذه ... ولا ساور التبريح يوماً لكم قلبا

وقلت - وهو من الشعر الأجنبي - في رثاء ولدين صغيرين لي دفنا في مقام ينسب لنبي الله أيّوب:

يا ثاويين إلى جنب الفرات معاً ... لدى مقام نبيّ الله أيّوب

أورثتماني وجداً يوم بينكما ... يكاد يقرب منه وجد يعقوب

[فصل في الغزل]

قلت وفيه المبالغة بملازمة الرقيب:

أيّ وقت به لنفسي تصفو ... لذّة الأُنس في وصال الحبيب

ولو أنّا في الطيف نخلو لأمسى ... معناً حاظراً خيال الرقيب

[الباب الثالث حرف التاء]

وفيه فصول

<<  <   >  >>