وخيس الجن إني قد أذنت لهم ... يبنون تدمر بالصفاح والعمد
فمن أطاعك فانفعه بطاعته ... كما أطاعك وادلله على الرشد
ومن عصاك فعاقبه معاقبة ... تنهي الظلوم ولا تقعد على ضمد
إلا لمثلك أو من أنت سابقه ... سبق الجواد إذا استولى على الأمد
أعطى لفارهة حلو توابعها ... من المواهب لا تعطى على نكد
الواهب المئة المعكاء زينها ... سعدان توضح في أوبارها اللبد
والأدم قد حيست فثلاً مرافقها ... مشدودة برحال الحيرة الجدد
والراكضات ذيول الريط فانقها ... برد الهواجر كالغزلان بالجرد
والخيل تمزع غرباً في أعنتها ... كالطير تنجو من الشؤوب ذي البرد
احكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت ... إلى حمام شراع وارد الثمد
يحفه جانباً نيق وتتبعه ... مثل الزجاجة لم تكحل من الرمد
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا ونصفه فقد
فحسبوه فألفوه كما حسبت ... تسعاً وتسعين لم تنقص ولم تزد
فكملت مئة فيها حمامتها ... وأسرعت حبسة في ذلك العدد
فلا لعمر الذي مسحت كعبته ... وما هريق على الأنصاب من جسد
والمؤمن العائذات الطير تمسحها ... ركبان مكة بين الغيل والسعد
ما قلت من سيء مما أتيت به ... إذن فلا رفعت سوطي إلى يدي
إلا مقالة أقوام شقيت بها ... كانت مقالتهم قرعاً على الكبد
إذن فعاقبني ربي معاقبة ... قرت بها عين من يأتيك بالفند
أنبئت أن أبا قوس أوعدني ... ولا قرار على زأر من الأسد
مهلاً فداء لك الأقوام كلهم ... وما أثمر من مال ومن ولد
لا تقذفني بركن لا كفاء له ... وإن تأنفك الأعداء بالرفد
فما الفرات إذا هب الرياح له ... ترمى غواربه العبرين بالزبد
يمده كل واد مترع لجب ... فيه ركام من الينبوت والخضد
يظل من خوفه الملاح معتصماً ... بالخيزرانة بعد الأين والنجد
يوماً بأجود منه سيب نافلة ... ولا يحول عطاء اليوم دون غد
هذا الثناء فإن تسمع به حسناً ... فلم أعرض أبيت اللعن بالصفد
ها إن ذي عذرة إلا تكن نفعت ... فإن صاحبها مشارك النكد
- ٢ - وقال يعتذر إلى النعمان بن المنذر:
عفا ذو حساً فرتني بالفوارع ... فجنباً أريك فالتلاع الدوافع
فتجمع الأشراج غير رسمها ... مصايف مرت بعدنا ومرابع
توهمت آيات لها فعرفتها ... لستة أعوام وذا العام سابع
رماد ككحل العين لأيا أبينه ... ونؤى كجذم الحوض أثأم خاشع
كأن مجر الراميات ذيولها ... عليه حصير نمقته الصوانع
على ظهر مبناة جديد سيورها ... يطوف بها وسط اللطيمة بائع
فكفكفت مني عبرة فرددتها ... على النحر منها مستهل ودامع
على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت ألما أصح والشيب وازع
وقد حال هم دون ذلك شاغل ... مكان الشغاف تبتغيه الأصابع
وعيد أبو قابوس في غير كنهه ... أتاني ودوني راكس فالضواجع
فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابها السم ناقع
يسهد من ليل التمام سليمها ... لحلي النساء في يديه قعاقع
تناذرها الراقون من سوء سمها ... تطلقه طوراً وطوراً تراجع
أتاني أبيت اللعن أنك لمتني ... وتلك التي تستك منها المسامع
مقالة أن قد قلت سوف أناله ... وذلك من تلقاء مثلك رائع
لعمري وما عمري علي بهين ... لقد نطقت بطلاً على الأقارع
أقارع عوف لا أحاول غيرها ... وجوه قرود تبتغي من تجادع
أتاك امرؤ مستبطن لي بغضة ... له من عدو مثل ذلك شائع
أتاك بقول هلهل النسج كاذب ... ولم يأت بالحق الذي هو ناصع
أتاك بقول لم أكن لأقوله ... ولو كبت في ساعدي الجوامع
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وهل يأتمن ذو أمة وهو طائع
بمصطحبات من لصاف وثبرة ... يزرن إلالاً سيرهن التدافع
سماماً تبارى الريح خوصاً عيونها ... لهن رذايا بالطريق ودائع
عليهن شعث عامدون لحجهم ... فهن بأطراف الحي خواضع