للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على ناقة لم يركب الفحل ظهرها ... مدببة أطرافها بالمناجل

وقال أيضاً:

لعمرك ما تدري الطوارق بالحا ... ولا زاجرات الطير ما الله فاعل

وهكذا انتهت حياة هذا الشاعر الشاب طرفة، وودع الدنيا وداع الناقم عليها، الساخط من ظلمها وآلامها، وكان قتله نحو عام ٥٦٥ م.

٦ - ورثت الخرنق أخاها طرفة وبكته بكاء شديدا، وهجت عبد عمرو الذي وشى به إلى الملك عمرو بن هند فقالت:

ألا ثكلتك أمك عبد عمرو ... أبا الخزيات وأخيت الملوكا

فيومك عند زانية هلوك ... تظل لرجع مزهرها ضحوكا

وقال المتلمس يحرض قوم طرفة:

أبني "قلابة" لم تكن عاداتكم ... خذ لدنية قبل خطة معضد

وقال:

من مبلغ الشعراء عن أخويهم ... خبرا فتصدقهم بذاك الأنفس

أودى الذي علق الصحيفة منهم ... ونجا حذار حبائه المتلمس

الق الصحيفة لا أبا لك إنه ... يخشى عليك من الحباء النقرس

[شعر طرفة]

[أهم الدراسات عن طرفة وشعره]

والدراسات عن طرفة كثيرة، ولكنها لا تزال غامضة.

١ - ذكره ابن سلام ٢٣١هـ في كتابه "طبقات الشعراء".

٢ - وترجم له ابن قتيبة ٢٧٦ هـ في الشعر والشعراء ترجمة صغيرة جداً.

٣ - وذكر بعض أخباره أبو زيد الأنصاري ٢١٥ هـ في كتابه جمهرة أشعار العرب.

٤ - وذكر أبو الفرج بعض أخباره في الأغاني في ترجمته للمتلمس وفي مواضع أخرى.

٥ - وشرح الزوزني معلقته في كتابه "شرح المعلقات السبع" كما شرحها النعساني في كتابه "نهاية الأرب في شرح معلقات العرب" وقد ذكر كل منهما تصديراً للمعلقة ضمنه بعض أخباره، ورواها صاحب الجمهرة. وقد طبعها العلامة "وليرس" في مدينة بونا ١٨٢٩ م.

٦ - وطبع شعره مع شعر خمسة من شعراء الجاهلية هم امرؤ القيس والنابغة وزهير وعلقمة وعنترة في مجموعة تسمى "العقد الثمين" والذي جمعها هو والمستشرق الألماني وليم بن الورد البروسي، وطبع شعره أيضاً مع شعر امرؤ القيس وزهير في مجموعة أخرى مختصرة من الأولى سميت: العقد الثمين أيضاً، وهي منقولة عن النسخة المطبوعة في لندرة عام ١٨٧٠، وطبعت هذه المجموعة في المطبعة اللبنانية ببيروت سنة ١٨٨٦.

وشرح ديوان يعقوب بن السكيت ٢٤٤ هـ، وشرحه أيضاً الأعلم الشنتمري، وقد نشر شرحه مع ترجمة فرنسية للمستشرق "مكس سلغسون" الذي كتب رسالة عن حياة طرفة ونال بها درجة علمية في التاريخ واللغات من جامعة باريس عام ١٨٩٢ م، وطبع هذا المستشرق أشعار طرفة بشالون بفرنسا سنة ١٩٠٠.

٧ - وعده صاحب كتاب "شعراء النصرانية" من شعراء النصارى وأرخ له (٢٩٨ - ٣٢٠ ج١) .

٨ - وترجم له البغدادي في خزانة الأدب ترجمة موجزة (٤١٤ - ١) وكذلك ترجم جورجي زيدان (١١٦-١) .

٩ - كما ترجم له الزيات وأصحابه الوسيط والمفصل والأستاذ هاشم في كتاب "الأدب العربي وتاريخه في العصر الجاهلي" والدكتور طه حسين في الأدب الجاهلي وسواهم من الباحثين والمؤلفين.

وذكره اسكندر ابكاريوس السوري في كتابه "روضة الأدب في طبقات شعراء العرب" وله ترجمة في حياة الحيوان للدميري وفي المجلة الآسيوية الفرنسية عام ١٨٤١ مقال عنه وعن المتلمس.

[طبقته وآراء النقاد فيه]

١ - جعله ابن سلام الجمحي ٢٣١ هـ في الطبقة الرابعة من طبقات شعراء الجاهلية، وعد معه: عبيد بن الأبرص وعلقمة بن عبدة وعدي بن زبده. وقال عنه: وهو أشعر الناس واحدة.

وجعله أبو عبيدة ٢٠٩ هـ في الطبقة الثانية مع الأغشى ولبيد، أما الطبقة الأولى عنده فهي: امرؤ القيس والنابغة وزهير. ووافقه على ذلك أبو زيد ٢١٥ في الجمهرة.

٢ - ويقول ابن مقبل في طرفة: هو أشعر الناس وكذلك يروى عن النضر بن شمبل أما أبو عمرو بن العلاء ١٥٤هـ فكان يقول: أشعر الناس أربعة: امرؤ القيس والنابغة وطرفة ومهلهل. ويقول قتيبة بن مسلم: أشعر الجاهلية امرؤ القيس وأضربهم مثلاً طرفة. ويقول لبيد بن ربيعة الشاعر الجاهلي المشهور: أشعر الناس الملك الضليل ثم الشاب القتيل ثم الشيخ أبو عقيل. وأشاد به وبشاعريته جرير والأخطل. كما ذكره المرزباني في كتابه الموشح والثعالبي في كتابه خاص الخاص.

<<  <   >  >>