للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا أبلغا عبد الضلال رسالة ... وقد يبلغ الأنباء عنك رسول

دببت بسري بعدما قد علمته ... وأنت بأسرار الكرام نسول

وكيف نضل المصد والحق واضح ... وللحق بين الصالحين سبيل

وفرق عن بيتيك سعد بن مالك ... وعوفاً وعمراً ما تشي وتقول

فأنت على الأدنى شمال عرية ... شآمية تزوى الوجوه بليل

وأنت على الأقصى صباً غير قرة ... تذاءب، منها مرزغ ومسيل

فأصبحت فقعاً نابتاً بقرارة ... تصوح عنه والذليل ذليل

وأعلم علماً ليس بالظن أنه ... إذا ذل مولى المرء فهو ذليل

وإن لسان المرء ما لم تكن له ... حصاة على عوراته لدليل

وإن امرأ لم يعف يوماً فكاهة ... لمن لم يرد سوءاً بها لجهول

تعارف أرواح الرجال إذا التقوا ... فمنهم عدو يتقى وخليل

- ٥ - وقال حين أطرد فصار في غير قومه:

قفي ودعينا اليوم يا ابنة مالك ... وعوجي علينا من صدور جمالك

قفي لا يكن هذا تعلة وصلنا ... لبين، ولا ذا حظنا من نوالك

أخبرك أن الحي فوق بينهم ... نوى غربة ضرارة لي كذلك

ولم ينسني قد لقيت وشفني ... من الوجد أني غير ناس لقاءك

وما دونها إلا ثلاث مآوب ... قدرن لعيس مسنفات الحورك

ولا غرو إلا جارتي وسؤالها ... ألا هل لنا أهل؟ سئلت كذلك

تعير سيري البلاد ورحلتي ... ألا رب دار سوى حرداك

وليس امرؤ أفنى الشباب مجاوراً ... سوى حيه إلا كآخر هالك

ألا رب يوم لو سقمت لعادني ... نساء كرام من حي ومالك

ظللت بذي الأرطى فويق مثقب ... ببيئة سوء هالكاً أو كهالك

ترد عليها الريح ثوبى قاعداً ... إلى صدفي كالحنية بارك

رأيت سعوداً من شعوب كثيرة ... فلم تزعيني مثل سعد بن مالك

أبر وأوفى ذمة يعقدونها ... وخيراً إذا ساوى الدرا بالحوارك

وأنمى إلى مجد تليد وسورة ... تكون تراثاً عند حي لهالك

أبى أنزل الجبار عامل رمحه ... على السرج حتى قر بين السنابك

وسيفي حسام أختلي بذبابه ... قوانس بيض الدار عين الدوارك

- ٦ - وقال أيضاً في اطراده إلى النجاشي:

لخلوة بالأجزاع من إضم طلل ... وبالسفح من قو مقام ومحتمل

تربعه مرباعها ومصيفها ... مياه من الأشراف يرمى بها الحجل

فلا زال غيث ربيع وصيف ... على دارها حيث استقرت له زجل

مرته الجنوب ثم هبت له الصبا ... إذا مس منها مسكناً عد ملاً نزل

كأن الخلايا فيه ضلت رباعها ... وعوذاً إذا ما هزه رعده اجتفل

لها كبد ملساء ذات أسرة ... وكشحان لم ينقض طواءهما الحبل

إذا قلت هل يسلو اللبانة عاشق ... تمر شؤون الحب من خولة الأول

وما زادك الشكوى إلى متنكر ... تظل به تبكي وليس به مظل

متى تر يوماً عرصة من ديارها ... ولو فرط خول تسجم العين أو تهل

فقل لخيال الحنظلية ينقلب ... إليها فإني واصل حبل من وصل

ألا إنما أبكي ليوم لقيته ... بجرثم قاس كل ما بعده جلل

إذا جاء مالا بد منه فمرحبا ... به حين يأتي لا كذاب ولا علل

ألا إنني شربت أسود حالكاً ... ألا بجلى من الشراب ألا بجل

فلا أعرفي إن نشذتك ذمي ... كداعي هديل لا يجاب ولا يمل

- ٧ - وقال يهدد المسيب بن علس، ويمدح قتادة بن مسلمة الحنفي وأصاب قومه سنة، فبذل لهم:

إن امرأ سرف الفؤاد يرى ... عسلا بماء سحابة شتمي

وأنا امرؤ أكوى من القصر ال ... بادي وأغشى الدهم بالدهم

وأصيب شاكلة الرمية إذ ... صدت بصفحتها عن السهم

وأحر ذا الكفل القداة على ... أنسائه فيظل يستدمي

وتصد عنك مخيلة الرجل ال ... عريض موضحة عن العظم

بحسام سيفك أو لسانك وال ... كلم الأصيل كأرغب الكلم

أبلغ قتادة غير سائله ... منه الثواب وعاجل الشكم

أني حمدتك للعشيرة إذ ... جاءت إليك مرقة العظم

ألقوا إليك بكل أرملة ... شعثاء تحمل منقع البرم

ففتحت بابك للمكارم ح ... ين تواصت الأبواب بالأزم

<<  <   >  >>